(يشكو) أي سوء خلق زوجته معه. (كاتما شيئًا) مُخْفِيًا شيئًا مِن وَحْي الله تعالى لا يبلغه للناس. (هذه) أي هذه الآية لما فيها من العتاب له - صلى الله عليه وآله وسلم -. وقال الحافظ ابن حجر: «وَالْحَاصِلُ أَنَّ الَّذِي كَانَ يُخْفِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - هُوَ إِخْبَارُ اللهِ إِيَّاهُ أَنَّهَا سَتَصِيرُ زَوْجَتَهُ وَالَّذِي كَانَ يَحْمِلُهُ عَلَى إِخْفَاءِ ذَلِكَ خَشْيَةَ قَوْلِ النَّاسِ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنِهِ وَأَرَادَ اللهُ إِبْطَالَ مَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ عَلَيْهِ مِنْ أَحْكَامِ التَّبَنِّي بِأَمْرٍ لَا أَبْلَغُ فِي الْإِبْطَالِ مِنْهُ، وَهُوَ تَزَوُّجُ امْرَأَةِ الَّذِي يُدْعَى ابْنًا، وَوُقُوعُ ذَلِكَ مِنْ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ لِيَكُونَ أَدْعَى لِقَبُولِهِمْ» [فتح الباري لابن حجر (٨/ ٥٢٤)]. (٢) راجع الهامش السابق. (٣) وفي القصة كما ترى طعنٌ في النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومن المؤسف أن الدكتورة عائشة عبد الرحمن ـ بنت الشاطئ ـ ذكرت هذه القصة دون ذِكْر ما يتعلق بعائشة - رضي الله عنها - ولم تلتفت إلى ضعف الرواية بل قالت: «قد نقلها إلينا رواة غير متهمين»، وحاولت تبرير إعجاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بزينب بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - بشر، وقد صرف وجهه عنها، وضبط نفسه. [انظر: تراجم سيدات بيت النبوة (ص٣٤١ - ٣٤٣)]، وقد احتج بهذه القصة المكذوبة أحد القساوسة في إحدى مناظراته مع أحد الدعاة، ونَسَبَها لكتاب الدكتورة عائشة.