للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزوجةُ المبارَكة هي المطيعةُ لله القائمة بحقوق زوجها في غير معصيةِ الله. والولدُ المبارك هو الناشئ على طاعة ربِّه، المستمسِك بسُنّة نَبِيّه - صلى الله عليه وآله وسلم -، الصائنُ لنفسِه عن الذنوب والعِصيان.

وإذا دَخل ربُّ الأسرةِ دارَه شُرع إفشاءُ السلام على أهله رجاءَ البركة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ؛ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ» (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

(يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ) أَيْ فَإِنَّهُ يَكُونُ أَيْ السَّلَامُ سَبَبَ زِيَادَةِ بَرَكَةٍ وَكَثْرَةِ خَيْرٍ وَرَحْمَةٍ.

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ» (رواه مسلم).

البركة في تطبيق شرع الله:

ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيا إذا اجْتَمَعَا ... لا بَارَكَ اللِه في دُنْيَا بِلا دِين

لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْبُ غِنًى ... لَكانَ كُلُّ لَبيبٍ مِثْلَ قارُون

لكِنَّما الرزْقُ بالميزانِ من حَكَمٍ ... يُعطِي اللبيبَ ويُعطي كلَّ مأفون

ما تقولون في مطر يرسله الله على العباد والبلاد، فيسقي أرضهم وينبت الله به زرعهم، ويدر به ضرعهم، ويلطف به هواءهم، ويكثر ماؤهم، وتنشرح باخضرار الأرض صدورهم، وتقضى لهم حوائجهم؛ فهم في رغَد وسعد ونعمة ما بها نقمة ثم يدوم ذلك بهم أربعون صباحًا، إنها النعمة الكبرى تستحق من العباد إجمال الشكر لله - عز وجل -.

<<  <  ج: ص:  >  >>