للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(اللَّهُمَّ اِهْدِنِي) أَيْ ثَبِّتْنِي عَلَى الْهِدَايَةِ. (فِيمَنْ هَدَيْت) أَيْ فِي جُمْلَةِ مَنْ هَدَيْتهمْ أَوْ هَدَيْته مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ، كَمَا قَالَ سُلَيْمَانُ {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (النمل: ١٩)، وَقِيلَ: أَيْ اِجْعَلْنِي فِيمَنْ هَدَيْتهمْ إِلَى الصرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَقِيلَ (فِي) بِمَعْنَى (مَعَ)؛ قَالَ تَعَالَى {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} (النساء: ٦٩).

(وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت) مِنْ الْمُعَافَاةِ الَّتِي هِيَ دَفْعُ السُّوءِ. (وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْت) تَوَلَّى أي أَحَبَّ عَبْدًا وَقَامَ بِحِفْظِهِ وَحِفْظِ أَمْرِهِ. (وَبَارِكْ) أَيْ أَكْثِرْ الْخَيْرَ لِي أَيْ لِمَنْفَعَتِي. (فِيمَا أَعْطَيْت) أَيْ فِيمَا أَعْطَيْتنِي مِنْ الْعُمْرِ وَالْمَالِ وَالْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ. (وَقِنِي) أَيْ اِحْفَظْنِي. (شَرَّ مَا قَضَيْت) مَا قَدَّرْت لِي (فَإِنَّك تَقْضِي) أَيْ تَقْدِرُ أَوْ تَحْكُمُ بِكُلِّ مَا أَرَدْت (وَلَا يُقْضَى عَلَيْك) فَإِنَّهُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِك. (لَا يَذِلُّ) بِفَتْحٍ فَكَسْرٍ: أَيْ لَا يَصيرُ ذَلِيلًا. (مَنْ وَالَيْت) الْمُوَالَاةُ ضِدُّ الْمُعَادَاةِ.

قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ: أَيْ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت مِنْ عِبَادِك فِي الْآخِرَةِ أَوْ مُطْلَقًا وَإِنْ اُبْتُلِيَ بِمَا اُبْتُلِيَ بِهِ وَسُلِّطَ عَلَيْهِ مَنْ أَهَانَهُ وَأَذَلَّهُ بِاعْتِبَارِ الظَّاهِرِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ غَايَةُ الرِّفْعَةِ وَالْعِزَّةِ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ أَوْلِيَائِهِ وَلَا عِبْرَةَ إِلَّا بِهِمْ، وَمِنْ ثَمَّ وَقَعَ الْأَنْبِيَاءُ - عَلَيْهِمْ الصلَاةُ وَالسَّلَامُ - مِنْ الِامْتِحَانَاتِ الْعَجِيبَةِ مَا هُوَ مَشْهُورٌ.

(وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْت): أَيْ لَا يَعِزُّ فِي الْآخِرَةِ أَوْ مُطْلَقًا وَإِنْ أُعْطِيَ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَمُلْكِهَا مَا أُعْطِيَ لِكَوْنِهِ لَمْ يَمْتَثِلْ أَوَامِرَك وَلَمْ يَجْتَنِبْ نَوَاهِيَك.

(تَبَارَكْت) أَيْ تَكَاثَرَ خَيْرُك فِي الدَّارَيْنِ. (رَبَّنَا) أَيْ يَا رَبَّنَا. (وَتَعَالَيْت) أَيْ اِرْتَفَعَتْ عَظَمَتُك وَظَهَرَ قَهْرُك وَقُدْرَتُك عَلَى مَنْ فِي الْكَوْنَيْنِ. وَقَالَ اِبْنُ الْمَلَكِ: أَيْ اِرْتَفَعَتْ عَنْ مُشَابَهَةِ كُلِّ شَيْءٍ.

وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ الْجَارِيَةَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، وَإِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>