للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِتَحْصل الْبَرَكَة، وَأَصل الْبَرَكَة الزِّيَادَة وَثُبُوت الْخَيْر وَالْإِمْتَاع بِهِ، وَالْمُرَاد هُنَا - وَاللهُ أَعْلَم - مَا يَحْصل بِهِ التَّغْذِيَة وَتَسْلَم عَاقِبَته مِنْ أَذًى، وَيُقَوِّي عَلَى طَاعَة اللهِ تَعَالَى وَغَيْر ذَلِكَ.

وفي الاجتماعِ على الطعام بركة، وفي التفرّق نَزعٌ لها، فعن وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَصحَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ؟»، قَالَ: «فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ»؟ قَالُوا: «نَعَمْ». قَالَ: «فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ؛ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ». (رواه أبو داود وحسنه الألباني).

وَحْشِيّ بْن حَرْب شَامِيّ تَابِعِيّ. (تَفْتَرِقُونَ): أَيْ حَالَ الْأَكْل بِأَنَّ كُلّ وَاحِد مِنْ أَهْل الْبَيْت يَأْكُل وَحْده. (وَاذْكُرُوا اِسْم اللهِ عَلَيْهِ): أَيْ فِي اِبْتِدَاء أَكْلِكُمْ. (يُبَارَك لَكُمْ فِيهِ): أَيْ فِي الطَّعَام.

قال الشيخ ابن عثيمين في شرح هذا الحديث من (رياض الصالحين):

«والتفرق على الطعام من أسباب نزع البركة؛ لأن التفرق يستلزم أن كل واحد يجعل له إناء خاص، فيتفرق الطعام وتنزع بَرَكته، وذلك لأنك لو جعلْتَ لكل إنسان طعامًا في صحن واحد أو في إناء واحد لَتَفَرَّق الطعام، لكن إذا جعلته كله في إناء واحد اجتمعوا عليه وصار في القليل بركة، وهذا يدل على أنه ينبغي للجماعة أن يكون طعامهم في إناء واحد ولو كانوا عشرة أو خمسة يكون طعامهم في صحن واحد بحسبهم؛ فإن ذلك من أسباب نزول البركة والتفرق من أسباب نزع البركة».

١٣ - صلاة أربع ركعات من أول النهار:

إن مما يساعد الإنسان على تحصيل البركة في عمره وماله صلاة أربع ركعات من أول النهار، قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «قَالَ اللهُ – عز وجل -: «يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ». وفي رواية: «قَالَ رَبُّكُمْ - عَزَّ وَجَلَّ -: «يَا ابْنَ آدَمَ صلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» (رواه الإمام أحمد وغيره، وصححه الألباني).

<<  <  ج: ص:  >  >>