أولًا: التبرك بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد وفاته ممنوع إلا في أمرين:
الأمر الأول: الإيمان به وطاعته وإتباعه، فمَن فعل ذلك حصل له الخير الكثير والأجر العظيم والسعادة في الدنيا والآخرة.
الأمر الثاني: التبرك بما بقي من أشياء منفصلة عنه - صلى الله عليه وآله وسلم -: كثيابه، أو شعره، أو آنيته، فهذا جائز حتى لو تبرك أحد بشعر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد وفاته، فهذا لا محذور فيه. وما عدا ذلك من التبرك فلا يشرع، فلا يتبرك بقبره، ولا تشد الرحال لزيارة قبره، وإنما تشد الرحال لزيارة أحد المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي.
وإنما تستحب الزيارة لقبره لمن كان في المدينة، أو زار المسجد ثم زار قبره، وصفة الزيارة: إذا دخل المسجد صلى تحية المسجد، ثم يذهب إلى القبر ويقف بأدب مستقبلًا الحجرة فيقول بأدب وخفض صوت:«السلام عليك يا رسول الله».
ولا يدعو عند القبر؛ لظنه أن الدعاء عنده مستجاب، ولا يطلب منه الشفاعة، ولا يتمسح بالقبر ولا يُقَبّلُه ولا شيء من جدرانه، ولا يتبرك بالمواضع التي جلس فيها أو صلى فيها، ولا بالطرق التي سار عليها، ولا بالمكان الذي أنزل عليه فيه الوحي، ولا بمكان ولادته، ولا بليلة مولده، ولا بالليلة التي أسري به فيها، ولا بذكرى الهجرة، ولا غير ذلك مما لم يشرعه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
تنبيهات:
١ - التبرك بآثاره - صلى الله عليه وآله وسلم - له شروط منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلمًا صادق الإسلام فلن يحقق الله له أي خير بتبركه هذا.
٢ - يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلًا على أثر من آثاره - صلى الله عليه وآله وسلم -، ويستعمله؛ ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فُقِدَتْ وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين.