للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن كل عمل صالح شرطه الإيمان؛ فمن لا إيمان له لا عمل له، وهذا الخسار هو خسار الكفر.

وأما الخسار الذي قد يكون كفرًا، وقد يكون معصية، وقد يكون تفريطًا في ترك مستحب، المذكور في قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (العصر:٢)؛ فهذا عام لكل مخلوق، إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، وحقيقة فوات الخير الذي كان العبد بصدد تحصيله وهو تحت إمكانه.

المفسدون لهم اللعنة:

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥)} (الرعد: ٢٥).

{الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} أي: من بعد ما أكده عليهم على أيدي رسله - عليهم السلام -، وغلظ عليهم، فلم يقابلوه بالانقياد والتسليم، بل قابلوه بالإعراض {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} فلم يَصِلُوا ما بينهم وبين ربهم بالإيمان والعمل الصالح، ولا وَصَلوا الأرحام ولا أدَّوْا الحقوق، {وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} بل أفسدوا في الأرض بالكفر والمعاصي، والصَدّ عن سبيل الله وابتغائها عوجًا، {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} ... أي: البعد والذم من الله وملائكته وعباده المؤمنين، {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} وهي: الجحيم بما فيها من العذاب الأليم.

المفسدون يندمون حين لا ينفع الندم:

قال تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢)} (يونس: ٩٠ - ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>