للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦) قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧) قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨)} (هود: ٨٤ - ٨٨).

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} أي: وأرسلنا إِلَى {مَدْيَنَ} القبيلة المعروفة، الذين يسكنون مدين في أدنى فلسطين {أَخَاهُمْ} في النسب {شُعَيْبًا} لأنهم يعرفونه، وليتمكنوا من الأخْذِ عنه.

فـ {قَالَ} لهم {يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} أي: أخلصوا له العبادة، فإنهم كانوا يشركون به، وكانوا - مع شركهم - يبخسون المكيال والميزان، ولهذا نهاهم عن ذلك فقال: {وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ} بل أوفوا الكيل والميزان بالقسط.

{إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} أي: بنعمة كثيرة، وصحة، وكثرة أموال وبنين، فاشكروا الله على ما أعطاكم، ولا تكفروا بنعمة الله، فيزيلها عنكم.

{وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ} أي: عذابا يحيط بكم، ولا يُبْقِي منكم باقية.

{وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ} أي: بالعدل الذي ترضون أن تُعْطَوْه، {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} أي: لا تنقصوا من أشياء الناس، فتسرقوها بأخْذِها، بنقص المكيال والميزان.

{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} فإن الاستمرار على المعاصي يُفْسِد الأديان، والعقائد، والدين، والدنيا، ويُهْلك الحرث والنسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>