المقدم: أهل السنة عدلوا حتى مع الشخص الذي اتُهم بتهمة معينة أو قدح معين، وذلك بأنهم أخذوا من بعض رواياته دون بعض؟ الشيخ: نعم، من عرفوا صدقه، أو الذي لا يستبيح الكذب كالخوارج يروون عنهم في غير بدعتهم، كذلك غير دعاة البدعة، يعني: كثيراً من رواة أهل السنة مرجئة، لكنهم ليسوا دعاة بدعة، كثيراً ممن لمزوا بالقدر ليسوا دعاة بدعة، والسلف يقومونهم ويعدلونهم على ضوء القواعد المرعية في تعديل الرجال، ويروون عنهم.
المقدم: أيضاً مسألة اتهام أن السلف يعدل بعضهم البعض، هل هذا واقع؟ يعني: هل هناك ممن كان على منهج أهل السنة والجماعة اتهم بجرح معين أو نحو ذلك؟ الشيخ: السلف لا يجاملون، قد يقولون في بعض السلف الصالحين: هذا رجل صالح، لكن مثلاً فيه غفلة، فيطعنون في روايته بسبب غفلته، أو يكون مثلاً متساهلاً في الرواية، فهذه خصائص البشر، فالذي عنده تساهل أو عنده غفلة أو هناك قادح في روايته وإن كان من المنتسبين للسنة والجماعة ومن الفضلاء، وأحياناً من العبّاد فالسلف لا يجاملونهم، فقد ردوا كثيراً من روايات العباد وبعض الصالحين.
لأن الموازين عند السلف واحدة لا تختلف ما بين منتسب للسلف وغيره، من اختل عنده شرط في الرواية، فإنهم لا يأخذون بروايته.
المقدم: شكراً جزيلاً على ما طرحت، ونحن نعلم أنك مُتعب ومرهق، لكن نسأل الله عز وجل لك الشفاء العاجل، ولا بأس طهور إن شاء الله.
نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.