تاسعاً: الاستسلام للأوهام النفسية: ومن ذلك توهم بعض الخصوم الذين لا وجود لهم، أو توهم العقبات التي ليست بعقبات في الحقيقة، أو هي عقبات هينة بإذن الله وبعونه وتوفيقه.
وكذلك توهم أن كثيراً من أفراد المجتمع والأمة ومن بأيديهم مقاليد الأمور خصوم، في حين أن الأمر قد لا يكون كذلك، نعم لا بد أن يوجد خصوم؛ لأن هذه سنة الله في خلقه، لكنه يوجد في بعض الأمة من الغيورين من يتوهم أن كثيراً ممن حوله هم من خصومه أو من خصوم الدعوة، وهذا مرض يجب أن يعالج.
كذلك من الأمراض النفسية عند بعض شباب الصحوة التهويل من خطط الخصوم والأعداء، وافتراض الأشياء المستقبلية بناء على شائعات أو تقارير تسمع، أو على تصريحات تقال، أو على قرارات دولية أو غير دولية.
والمبالغة في هذه الأمور فيها نوع من التيئيس والإحباط، وعدم الثقة بالله تعالى سبحانه وتعالى وبنصره.
ولا أقول بالاستهانة بما عليه الأعداء، أو بما يخططون له من صد عن دين الله وشرعه، وقمع للدعاة والمصلحين، هذا أمر يجب أن يكون على البال حتى لو لم يوجد فيجب أن نفترض أنه موجود؛ لأنه سنة ثابتة من سنن الله.
لكن أقول: المبالغة في تصوير الأحكام والتقارير على أنها عقبات كبرى أمام الدعوة إلى الله، وترتيب النتائج المستقبلية عليها بما يؤدي إلى اليأس والقنوط؛ هذا أمر لا يجوز شرعاً، وهي سمة وظاهرة خطيرة في بعض وشباب الصحوة.