للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عدم الفرق بين المنهج والعقيدة]

السؤال

ما الفرق بين الفرقة التي تخالف أهل السنة والجماعة في العقيدة، والتي تخالف أهل السنة والجماعة في المنهج؟

الجواب

ينبغي أن نفهم أن العقيدة ليست مجرد الأعمال القلبية، ومن هنا التفريق بين المنهج والعقيدة غير صحيح، العقيدة هي اعتقادات في القلب وهي أعمال وهي مناهج، العقيدة تشمل المناهج؛ لأن مفهوم المناهج مفهوم واسع يدخل فيه منهج الأخذ بنصوص الكتاب والسنة، هذا اسمه منهج، والسلف لهم في ذلك منهج يدخل في الاعتقاد، فمثلاً: من تلقى نصوص الكتاب والسنة بالأسلوب الرمزي أو بالتفسير الإشاري أو بالتفسير الباطني خالف منهج أهل السنة والجماعة، وهو يقرأ الكتاب والسنة ويستند إليهما، هذا مثال.

مثال آخر: المواقف تجاه الأحداث الكبرى في الأمة، هذا منهج، مثل: موقف الصحابة مما شجر بينهم، موقف التابعين مما شجر بين الصحابة، هذا منهج وهو عقيدة.

أيضاً: مناهج تلقي العلم تسمى مناهج، ومنها ما هو عقيدة، مثال ذلك: مقاييس تصحيح الأحاديث الضعيفة التي استقر عليها الدين، وبقي الصحيح صحيحاً معروفاً والضعيف ضعيفاً معروفاً واستقر عليه، فتصحيح البخاري ومسلم استقر عليه، وتصحيح ما صححه الأئمة، وتعديل الثقات، وتجريح المجروحين هذه مناهج وقام عليها الدين، ومن أخل بها أخل بالدين.

أيضاً: منهج تلقي أخبار النبي صلى الله عليه وسلم والقبول لها، تلقي الأوامر والنواهي.

أيضاً: منهج أهل السنة والجماعة تجاه الأئمة والجماعة، هذا منهج وهو عقيدة في جملته.

تبقى مسألة تطبيق المناهج على الحوادث والنوازل، هذه يرجع فيها إلى أهل العلم؛ ليعرف نهج تطبيقها على أسلوب أهل السنة والجماعة.

إذاً: المناهج لا يفرق بينها وبين العقيدة؛ لأن العقيدة اعتقاد وعمل ومناهج.

<<  <  ج: ص:  >  >>