للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعجل بعض الرقاة في نسبة الأمراض إلى السحر والعين]

من أسباب تعلق الناس بالسحر والشعوذة ما يعمله بعض جهلة الرقاة، نعم، الرقية الشرعية مشروعة وهي أفضل وأعظم ما يتداوى به المسلم من جميع الأمراض العضوية وغير العضوية، الرقية الشرعية بكتاب الله عز وجل وبالأدعية المأثورة الصحيحة هذا حق، وربما أكثر الرقاة بحمد الله على هذا المنهج، لكن مع ذلك يوجد عدد من الرقاة يرتادهم أعداد كبيرة ألوف من الناس عندهم جهل وعندهم تقصير، ووقعوا في بعض الأخطاء التي أوهمت الناس بالخوف والرعب من السحر والشعوذة، والسحر والشعوذة من كيد الشيطان وكيد الشيطان ضعيف، لكن الناس قد يقصرون في بذل الأسباب الشرعية، ولاشك أن الناس لو بذلوا الأسباب الشرعية والطبيعية فإن الله عز وجل سيعينهم ويشفيهم، إلا من قدر الله له غير ذلك.

أعود إلى الرقاة، كثير منهم هداهم الله يزيدون المشكلات تعقيداً ويوهمون الناس، ويضخمون الأمور، ويربطون الناس بغير الأسباب الشرعية، يوهمونهم بأن فيهم سحراً وأن فيهم عيناً وأن فيهم شعوذة إلى آخره، بدون تثبت كثير من الرقاة، يتعجل في التشخيص بلا بينات، ويقول للمريض: أنت مسحور، وأظن أن الذي سحرك قريب لك، أو التي سحرتك قريبة لك، والراقي قد يقول: أظن، لكن المريض لتعلقه بالأسباب لا يعرف كلمة أظن، فيبدأ يتهم أقرب الناس إليه، بل بعض الرقاة هداهم الله أحياناً يعينون، يقول: الذي عانك أو الذي سحرك أو الذي أثر فيك فلان أو فلانة، وأحياناً يسمي أمه وأخته وأخاه وأباه وقريبه فيوقع الفتنة بين أقرب الأقربين، ويعرف كثير منا مشكلات مستعصية إلى الآن بعضها وصل بعضها إلى حد القطيعة التامة، وبعضها إلى حد إزهاق النفوس؛ بسبب هذه التوهمات من بعض الرقاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>