للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القيام بحركات غير مشروعة مع المريض]

كذلك بعض الرقاة يقومون بعمل حركات أشبه بحركات الدجالين والمشعوذين، ولا أدري ما مدخل هذه الحركات على بعض الرقاة، فهناك أشياء مشروعة وهناك أشياء غير مشروعة: القراءة، النفث، وضع اليد على موضع الألم ونحو ذلك كله مأثور لا حرج فيه، لكن هناك أشياء ليس لها تفسير لا شرعي ولا عقلي، حركات موهمة تجعل المريض يتعلق بالأسباب ولا يتعلق بالله عز وجل، مثال ذلك: بعض الرقاة إذا رقى يلوي اليد من الخلف، وأنا رأيت بعض هؤلاء الرقاة، فقلت له: لماذا تلوي اليد من الخلف؟ قال: جربتها، قلت: أهل البدع يقولون: جربنا، والمشركون يقولون: جربنا، وعباد الأوثان يقولون: جربنا، فمجرد أنك جربت تقوم وتلوي يد المريض خلف ظهره؟! هذا ما يصلح، لكن اقرأ القرآن، وضع يدك على موضع الألم، إذا كنت لا تقرأ على امرأة شابة ونحو ذلك ضع يدك على موضع الألم، افعل أسباب الشرع، أما أن تلوي اليد من الخلف وبحركات أشبه بحركات المجانين هذه ما لها تفسير لا شرعي ولا عقلي.

وآخرون مثلاً: يلتزمون حركة معينة، مثل: الضعط الشديد على الساعد، أو الضغط الشديد على الساق، أو الضغط الشديد على الأصبع، أو حركات متواترة معينة، أو الضرب على موضع معين، أو الضغط على هامة الرأس أو على الرقبة، أو النظر في العين، وهذه آخر موضة سمعتها، يضع القارئ عينه في عين المريض، وهذه حركة ما لها تفسير.

إذاً: هي مدخل للشيطان على هذا القارئ، وآتاني رجل ثقة ممن أعرفهم بالصدق، فقال لي: ذهبت إلى فلان، وفلان هذا أعرفه، وقال لي: من الأمور التي أعملها في الرقية أن أضع عيني في عين المريض، قلت: أنت متأكد، قال: نعم، وأنا إلى الآن لم أتثبت منه شخصياً، وأرجو أن أتمكن من التثبت قريباً وينصح، لكن ما أدري ما تفسيرها، قد يكون جرب، لكن التجربة من عبث الشيطان؛ من أجل أن تتعلق بها أنت ويتعلق بها المريض، فيتركون التوكل على الله عز وجل.

إذاً: ينبغي للقارئ عندما يقرأ على المريض أن يعلق قلب المريض بالله؛ لأنه يقرأ عليه كلام الله، أو يدعو الله عز وجل بأدعية مأثورة مشروعة، فمن هنا يؤثر الأثر البليغ، أما أن يعمل أشياء غير مشروعة، ثم قد تنفع من باب الابتلاء، لكن على حساب دينك، أليس المشرك عابد الوثن يدعي أنه يستفيد من عبادته للأوثان، وأحياناً هذه الأوثان تؤزه إلى الشر وتنطق معه وتحادثه، وتعمل معه أموراً يظن أنه يستفيد منها وهو متوهم.

لذلك أصحاب البدع الآن يزعمون أنهم يستفيدون من دعوة الموتى ومن دعوة الصخور والأشجار والأحجار والآثار والمشاهد والمزارات، لكن الشيطان هو الذي يزين لهم ذلك.

كذلك الذين يعملون أعمالاً غير مشروعة من الرقاة، قد يجدون بعض الفوائد وهي نادرة جداً، لكن تحدث من باب الابتلاء، أو من باب القدر الذي وافق هذا العمل، وهو قدر من الله عز وجل غيبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>