ألا ترون أن أفكار العلمانيين الذين استغلوا هذه الأحداث لبث أفكارهم، يجب علينا اتخاذ حركة إصلاح قبل أن يبثوا أفكارهم؟
الجواب
يجب أن نأخذ بأصول الإسلام في إنكارها والرد عليهم، وإقامة الحجة عليهم، وبيان خطرهم بدون ما يثير فتنة ويخل بالأمن، أيضاً التعاون مع المسئولين والولاة والمشايخ وبذل الجهود، وأنا أعرف مشايخ باذلين جهدهم في هذا الأمر، وهناك جهود يا إخوان أكثرها لا يعلم؛ لأنهم يدرون أنهم لو أشاعوها ونشروها يمكن أن تصير على الأمة فتن أكبر، وهذه من الفوارق بين فهم الشباب حدثاء الأسنان الذين يقعون في الغلو وبين ما عليه المشايخ، فالمشايخ لا يتحدثون على أكثر ما يبذلونه تجاه المناصحة في هذا الأمر حتى مع العلمانيين أنفسهم، فكثير من العلمانيين أحضرهم المشايخ في مجالس وأخذوا يناقشونهم وأقاموا عليهم الحجة وبعضهم حوكم وبعضهم طلب للقضاء وبعضهم اتخذ منه إجراءات من الداخلية وبعضهم إلى آخره.
فهناك إجراءات وهناك تقصير كله موجود، ونحن موقفنا مع العلمانيين وغير العلمانيين ينبني على الأصول الشرعية من إقامة الحجة، وبيان الحق، وأيضاً الشكوى عند ولاة الأمر، وبيان وجه خطرهم، ونقاشهم، وكل ما نملكه، وأما تطبيق الحد عليهم فلا نملكه، وما أحد فرد يستطيع تطبيق الحد، وإلا لكانت فوضى، وما أوكلت الحدود للأفراد أبداً.
ولذلك نقول لبعض الغلاة: أنتم الآن إذا استهدفتم الأمن أضعفتم الحدود، فأول من يقوم على الحدود هم رجال الأمن أنفسهم، فلماذا تستحلون دماءهم؟ رجال الأمن هم رجال حسبة، ولذلك دائماً نذكرهم ونقول لهم: لا تنسوا النية الصادقة، فأنتم أهل حسبة، وأنتم حماة الدين وحماة الأعراض وحماة الأموال، فاحتسبوا ذلك عند الله، ومن قتل من رجال الأمن وهو يستحضر هذا في نيته فهو شهيد إن شاء الله؛ لأنه لم يقتل فقط دون عرضه وماله ودينه بل قتل دون أعراض الأمة وأموالها ودينها.
لكن ومع ذلك أقول: مثل هذه الشكاوى حقيقية فنحن نشكو من العلمانيين ونشكو من المفاسد، لكن ما العلاج؟ العلاج أن نتحاكم إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى نهج السلف الصالح وإلى علمائنا، وهذا معنى قوله عز وجل:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء:٨٣].