إذا لم يخشع الإنسان في صلاته فما حكم صلاته؟ وما هي أسباب الخشوع في الصلاة؟
الجواب
الخشوع في الصلاة يحتاج إلى استعداد مسبق، والاستعداد المسبق هو: أولاً: ترويض القلب قبل أن تشرع في الصلاة على الإقبال على الله عز وجل، واستشعار عظمته، واستشعار رقابته.
ثم التمعن في معاني الأذان، والاستجابة لنداء الله عز وجل، فإذا قال المؤذن:(حي على الصلاة)(حي على الفلاح)، تستجيب استجابة المقبل الحريص السعيد بالإقبال على الصلاة.
ثم الدعاء والذكر وتقديم تحية المسجد قبل الفريضة بمجاهدة النفس فيها.
وبذل الأسباب العامة التي ترقق القلب قبل ذلك، مثل تلاوة القرآن والأوراد، وبذل الخير للناس والإحسان والمعروف، وأكثر ما يرقق القلب: الإحسان إلى الناس، والوقوف عند مواطن العبر والمواعظ، سواء في كلام الله عز وجل، أو في أحوال الناس، وزيارة المرضى وزيارة المقابر، الاعتبار بأحوال الآخرين الذين هم دونك، هذه أمور ترقق القلب، فإذا رق القلب خشع في الصلاة.
ثم المجاهدة، فجاهد نفسك، بمعنى أنه منذ أن تكبر تكبيرة الإحرام وأنت تستشعر أنك ترى الله عز وجل، وأن الله يراقبك، وأنك تناجي ربك وتناديه، وتعظمه وتقدسه وتحمده سبحانه.
ثم تدافع الهواجس والخواطر والطوارئ التي تطرأ عليك من وساوس الشيطان ومن هموم الحياة، واستعد قبل أن تقدم إلى المسجد بأنك تخلع اهتماماتك الأخرى وتخلو بربك.
فاعمل الأسلوب وكرره؛ لأنه قد لا تجد الخشوع الكامل لأول وهلة، بل تحتاج المسألة إلى ترويض طويل، قال عز وجل:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً}[الطلاق:٢].