للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم إشغال الأمة بمسائل خلافية]

السؤال

ما قولكم فيمن يقول: بأن طلاب العلم الشرعي يضيعون الوقت في شرح المسائل والأمة في أحلك ظروفها، وليست الأمة في حاجة إلى ما يدور؟

الجواب

هذا الكلام مجمل، فإن كان يقصد أن الاستغراق في الجزئيات -كما قال بعض الدعاة وطلاب العلم- التي يسع فيها الخلاف، وإشغال المسلمين بها، مع أن المسلمين فيها يعذر بعضهم بعضاً، فهذا لا شك أنه مسلك خاطئ، وقد يسلكه بعض الشباب -هداهم الله-، فيكون همهم إثارة قضايا يسع فيها الخلاف، والمسلمون في حل من الاختلاف عليها علماً أو عملاً أو الأمرين جميعاً، وعند المسلمين ما هو أهم منها من المنكرات والمآسي، وإغراق المسلمين فيها لا شك أنه خطأ.

وأما إن كان القصد أن المسلمين لا ينشغلون بالفقه الشرعي بالمسائل الفقهية ومسائل جزئيات العقيدة والأحكام وأن هذا يعتبر خطأ فأقول: لا، ليس هذا هو الصحيح، بل الأصل هو أن يغرق المسلمون في دراسة دينهم بجزئياته وبأحكامه، وهذا هو الأصل، ولن تستقيم أمورهم إلا بهذا، فدراسة العلم الشرعي للعمل والدعوة هو الأصل، لكن المذموم هو نقل المسائل الخلافية -التي يسع فيها الاختلاف- إلى ساحة الصراع والولاء والبراء عليها، واتخاذ المواقف من خلالها، والتشنيع على المخالفين فيها، وهذه ظاهرة بدأت تظهر مع الأسف عند بعض الشباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>