من أخطأ في العقيدة فهل نقرر المنهج ثم نرد الشبهة أو البدعة؟ أم نرد الشبهة والبدعة ثم نقرر منهجاً صحيحاً، وهو ما يسمى التخلية ثم التحلية؟ ويقول سائل آخر: هل ذكر حجج بعض الشبهات والرد عليها من الطرق السليمة للرد عليها؟ أم يذكر مذهبه فقط ويرد عليه؟
الجواب
هذا منهج فيه سعة؛ لأن السلف كانوا يقررون الحق، ثم يذكرون ما شاع عند الناس من شبهة، أو ما انتشر من بدعة ويردون عليها، وأحياناً يذكرون الشبهة ويردون عليها، ثم يقررون الحق بحسب السياق والمقال، وليس في هذا حرج فيما يبدو، وبعض الأئمة قد يستعمل هذا وهذا في وقت واحد، والإمام أحمد في كتاب الرد على الجهمية والزنادقة استعمل هذا وهذا، حسب السياق وما يقتضيه المقام.
لكن ما كانوا يتركون القارئ أو السامع دون أن يبين له وجه الحق؛ لأنهم ما كانوا يفترضون أن الناس يفهمون كلهم، والناس ليسوا سواء في الفهم؛ بل فهم الناس متفاوت، فمنهم الساذج الذي حتى بدهيات الدين أحياناً تخفى عليه.
مثال ذلك: ما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم (أن رجلاً قال: يا رسول الله! لا أعرف دندنتك ولا دندنة معاذ، إنما أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: حولها ندندن)، فهذا يعرف المجملات، فهذا ما يترك ويسلم لشبهة تناقش.