[دور المرأة في تثبيت ثوابت الحق ومسلماته في قلوب الأجيال]
أيضاً يجب تثبيت ثوابت الحق ومسلماته في قلوب الأجيال، وهنا أخص طوائف معينة من أبناء مجتمعنا بالمسئولية، وأول ذلك وربما تستغربون: المرأة، أول مسئول عن تثبيت ثوابت الحق ومسلماته في قلوب الأجيال اليوم هي المرأة، فالمرأة بحكم أنها الحاضنة الأولى للأطفال، وإن كانت الحضانة الآن أُسندت إلى من لا تبرأ الذمة بهم، لكن إلى الله المشتكى، ولا يعني ذلك الإعفاء من المسئولية، فالأم مسئولة منذ أن تحضن الطفل، والطفل إذا رضع من امرأة صالحة رضعة لبن صحيح، واحتضنته في حضنها امرأة صالحة وهو طفل لا يعقل تنبني معه مقومات الفطرة.
وسأذكر لكم كلاماً ربما يكون غريباً ومضحكاً، وأعتبره مشاهدة لي أو استقراء ناقص وابحثوا عنه، ربما يكون حقيقة، أنا أرى أن الذين يشبون من أبناء الأمة على ألبان أمهاتهم يكونون أقرب إلى المنهج السوي في التعامل والأخلاق وفي قبول الحق من الذين يرضعون من بقر هولندا والدنمارك، هذه حكاية مؤلمة وربما أجرح فيها الكثيرين، لكن أنا أشعر بهذا الشعور، وأحيل الأمر على المختصين من الأطباء وعلماء النفس، بل أتمنى لو أن أحداً منكم يجري دراسة ميدانية نحتاج إليها بالأرقام والإحصائية.
أعود وأقول: يجب أن تتولى الأم مسئوليتها في رعاية الابن في صحته وعقله وبدنه ودينه، ثم يأتي دور الأب، والأم مهما كانت مشاغلها يجب ألا تتذرع بالمشاغل والوظائف عن الوظيفة الأساسية، أنا أقول: لا مانع أن تقوم المرأة بواجبات تجاه التعليم وغيره، ووظائف المرأة الضرورية في مجتمعنا لا بد أن تسده النساء، لكن بقدر، وإذا تزاحمت الواجبات يجب أن نعطي الواجب الأول حقه.
ولذلك كنت أتمنى لو أنا نطرح طروحات فيما يتعلق بوظيفة المرأة في عصرنا هذا في بلدنا، تعالج هذه المشكلة من خلال التدريس والتعليم، كنت أتمنى لو أن المعلمة تعطى جزءاً من وقت وظيفتها لبيتها، بحيث لا تغيب عن البيت كل الدوام، ويكون ذلك بأن تتناوب النساء الدوام الرسمي المنهك الطويل الذي يصل إلى ثمان ساعات فأكثر، حتى يكون جزءاً من مهامها القيام بواجباتها الأسرية في رعاية أبنائها إن كان لها أبناء، في رعاية زوجها إن كان لها زوج، وإن كانت غير متزوجة كذلك تتهيأ لمتطلبات الحياة الأسرية.
فإذاً: هذه أمور يرجع أصلها إلى الثوابت، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم:(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) ثم قال: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها).
إذاً: هذه مسلمات أخللنا بها الآن تحت ذرائع كثيرة، ثم يأتي كما قلت مسئولية الأب.