للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكم التصوير]

السؤال

ما حكم الصلاة إلى القبر، وما حكم التصوير؟

الجواب

مسألة الصلاة إلى القبر مسألة مفصلة شرعاً عند أهل العلم وفي كتبهم، أرجو أن ترجعوا إليها.

أما التصوير فله تفاصيله، وأكثر ما يكون حرج التصوير الآن تصوير المتحرك، الذي هو تصوير الفيديو وتصوير القنوات وغيرها، مثل ما يحصل من قناة المجد، هذه القناة المباركة، أنا لا أستطيع أن أفتات على العلماء وأقول: إنهم قالوا وقالوا بقدر ما أنبّه على مجملات.

أولاً: هذه المسألة خلافية، هل تدخل في معنى التصوير أم لا؟ بعض أهل العلم يقولون: تسميتها تصوير تجوز؛ لأن هذا في الحقيقة نقل للواقع الذي خلقه الله عز وجل وأوجده، أي: أن هذا التصوير الذي يُنقل لنا الآن في مثل هذا المقام هل هو تصوير من عمل البشر في أصله؟ أم هو نقل للواقعة التي أوجدها الله عز وجل على هذه الحالة؟ بعض أهل العلم يرى أنه لا يدخل في مفهوم التصوير؛ لأنه ليس بمضاهاة، لكن قد يحرم إذا قُصد به أغراضاً غير مشروعة، ولذلك تحريم التصوير في السنة جاء على عدة صور، جاء بمجرد كون التصوير باليد مجسّماً أو غير مجسّم بأنه تقليد ومضاهاة لخلق الله، فهذا محرم لذاته، وجاءت نصوص أخرى تحرم التصوير الذي يؤدي إلى ذريعة الغلو والشرك، الذي يدخل فيه رفع الصور وحفظها، فهذا محرم باعتبار المآل.

وبعض أهل العلم يرى أن الصورة الفوتوغرافية ما هي إلا حبس للصورة التي خلق الله الشيء عليها، وحبس الصورة ليس فيها حرج، هكذا يقولون.

وبعضهم يرى أيضاً الصورة المتحركة من باب أولى، ما هي إلا نقل المشهد الطبيعي الذي أوجده الله عز وجل وهيأه إلى مكان آخر، فيرى أن هذا ليس بتصوير وليس هو الممنوع، والله أعلم.

بمناسبة الكلام عن قناة المجد أنا لا أريد أن أجاملها، لكن أوصاني أحد الإخوة بوصية يلزمني أن أقولها، وهي أن كثيراً من أهل الخير وغيرهم يحتالون على قناة المجد بأن يدخلوها في بيوتهم بطريقة غير مشروعة، هروباً من دفع الرسوم، أنا أرى هذا لا يجوز، فهذه قناة خير لا تقوم إلا على الإسهام ودفع الرسوم، وإلا ستنقطع، وليس هناك شيء يبقى بدون دعم مادي، ومن أسس الدعم والحقوق الضرورية لمثل هذه الوسائل والقنوات أن تدفع لها حقوقها ورسوم الاشتراك، فلا يتهرب من الرسوم، وبعض العائلات والأسر التي لا تستطيع إدخال القناة على أهل الخير والجمعيات الخيرية أن توفر هذه الوسائل لها؛ لأنها في الحقيقة قناة خير، وأعتبرها في هذا الوقت غيثاً مثل المطر للأرض، نحمد الله أن وجدت هذه القناة وأمثالها من القنوات التي بدأت تتكاثر بحمد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>