[توجيه من يقوم بتقليد الغرب في العادات والتقاليد وترك تقليدهم في التقدم الصناعي]
السؤال
ما توجيه فضيلتكم لمن يقوم بتقليد الكفار في العادات والتقاليد ويترك ما وصلوا إليه من تقدم صناعي؟
الجواب
هذا وصف جيد لواقع المسلمين، فالمسلمون الآن يأخذون كل رديء عن الكفار، ولا نراهم أخذوا الجيد، فمنذ أن بدأت التحولات الكبرى عند المسلمين ابتدءاً من دخول العلمانية في الحكم وإقامة الأنظمة، والقوانين الوضعية، وانتهاء بالتعليم، وما بينهما من الاقتصاد، والسياسة، والاجتماع وغيرها كل مظاهر الأخذ عن الكفار نجد أن المسلمين أخذوا كل ضار وتركوا النافع، ولا نسمع عن خصلة من خصال الكفار الرديئة تحدث في أوروبا وأمريكا إلا ونراها بعد يسير موجودة في بلاد المسلمين، بينما نجد أن الأمور الهامة من إعداد القوة ومن الصناعات ومن الأمور الدنيوية نجد أنا متخلفين فيها جداً، ولا نزال نعتمد على الكفار، وهذا طبعاً انتكاس، وسببه التخلي عن دين الله وشرعه، وهذا لا شك فيه.
ولو أخذنا بأوامر الشرع لما وقع هذا، ولكان العكس هو الصحيح، وهو أننا نأخذ بالنافع ونترك الفاسد، لكن الذي حصل والذي يريده -مع الأسف- المعجبون بالكفار من العلمانيين والحداثيين والمنافقين وأهل الفسق والذين يحبون الفجور والفواحش الذي يطمعون إليه الآن هو أن تتغير تقاليدنا وتكون كتقاليد الكفار، وأن نخرج عن عاداتنا التي هي أحكام الإسلام، وطبعاً هم يسمونها عادات وتقاليد وهي أحكام الشرع، يريدون أن نخرج عنها إلى ما عليه الكفار، ولا نراهم حريصين على التقدم المادي كما نراهم حريصين على التقليد في هذه الأمور، ولو حرصوا لكان الأمر غير ما هو عليه، وهناك من يعتقد بالغرب وبعاداتهم، فكلما تحدث عن شيء قال: وجدت ذلك في الغرب، ثم يبدأ يمتدحه ويمتدح ذلك الشيء سواء كان ذلك الشيء حسناً أو سيئاً.
وهذا من الانهزامية، وهذا ما نراه كثيراً بين كثير من المثقفين الذين يعجبون بالغرب، فنجدهم -كما تقرءون في كثير من المقالات في الصحف- إذا أردوا أن يستشهدوا على شيء أنه حسن أو أنه جيد مفيد قلوا: قال فلان الغربي أو قالت المؤسسة الفلانية الغربية أو قالت النظرية الغربية وهكذا، ولا يقولون: قال الله قال رسوله إلا إذا حلا لهم الدليل، فإذا كان الدليل يخدمهم أتوا به.