للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دعوى مسارعة الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه إلى التكفير والتشدد في الآراء الفقهية]

المقدم: دعنا يا شيخ في الأخير نعرج على مسألة أو دعوى هامة جداً، ونريد أن نشير إليها إشارات سريعة فنقول: إن هناك دعوى بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه يكفرون ويسارعون بالتكفير، وأنهم يعرفون بالتشدد وبالآراء الفقهية التي هي صادرة عن التشدد، والأخذ مثلاً بالأحوط حتى وإن كان هناك سعة على الأمة، فكيف تردون على هذه الدعوى؟ الشيخ: قبل أن أوثق من كلامهم عليهم رحمة الله تعالى لابد من مقدمة يسيرة فأقول: أولاً: لنعرف أنهم ينطلقون من الكتاب والسنة، ومن الأدلة الصحيحة الصريحة، فهم يكفرون من أهل الملل من لم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ لأن الله هو الذي كفرهم لا هم، وبقية أهل الملة الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فالإمام: محمد بن عبد الوهاب وأتباعه إلى يومنا هذا من أكثر الناس تورعاً عن تكفير الأعيان، وعن تكفير الناس جملة وتفصيلاً، حتى إنهم لم يكفروا المخالفين من الفرق، بل هم يتفقون على أن الفرق الإسلامية التي لم تخرج عن الملة لها حق الإسلام، وهي من أهل القبلة.

ثانياً: أنه قد يوجد من بعض المجتهدين من علماء هذه الدعوة ومن أتباعها من يخطئ فيكفر من ليس بكافر، لكن ليس هذا هو المنهج.

ومن هنا فإن كثيراً من المفتونين مع الأسف الآن، وبعضهم قد يكون من أبناء جلدتنا، لكنهم فتنوا، فيذهبون إلى الدروس السنية لأئمة الدعوة، فيلتقطون بعض العبارات التي تشعر بالتكفير فينسبونها إلى الدعوة.

إذاً: أعود فأقول: دع الشيخ يدفع هذه الدعوى الباطلة.

المقدم: دعوى التكفير أم التشدد؟ الشيخ: التكفير والتشدد مصطلحان لا انفصال بينهما.

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه عن دائرة الإسلام.

ثم قال في هذه الرسالة أيضاً: أما المسائل الأخرى وهي أني أقول: لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله، هذه سبق الكلام عنها.

ثم قال طالباً من الذين يرددون هذه الشبهات والأقاويل أو ترد إليهم: ثم اعلموا وتدبروا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:٦].

أي: يقولون لكم: إني أكفر بكذا وكذا، فهلا أثبتم عليَّ ذلك، وقد أرسل إليه أحد علماء اليمن رسالة يقول: بلغني عنك أنك تقول كذا وكذا، ذكر من ذلك أنك تقول بالتكفير؛ ولأنه عالم في اليمن قال: أنا لا أصدق الناس -انظر ما شاء الله متثبت- أنك تكفر بالعموم ولا تريد الصالحين، ولا تعمل بكتب المتأخرين إلى آخر كلامه.

همنا موضوع التكفير.

قال: وأما الكذب والبهتان فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله.

المقدم: إذاً: يا شيخ هناك فعلاً شبهات وافتراءات على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذه دعوة منك إلى جميع الناس في أقطار العالم أن يراجعوا دعوة الشيخ من منابعها الأصلية، وألا يكتفوا بأحكام الآخرين أو انطباعاتهم.

وفي ختام هذه الحلقة ضمن سلسلة حلقات حراسة العقيدة، نشكر الشيخ: ناصر بن عبد الكريم العقل أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام: محمد بن سعود الإسلامية.

والشكر موصول لكم مشاهدي الكرام على متابعتكم لسلسلة حلقات حراسة العقيدة، وهذه هي آخر حلقة من برنامجكم حراسة العقيدة.

إلى أن نلتقي بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>