[عدم تنافي الرقية الشرعية مع طلب العلاج عند الأطباء]
الرقية لا تتنافى مع بذل الأسباب الأخرى، لا تتنافى مع مراجعة الأطباء، بل الرقية لا تتنافى مع طلب العلاج عند الطبيب النفسي، بل هذا خير على خير، سبب معنوي وسبب مادي، بعض الناس يظن أنه إذا ذهب للراقي يقطع الدواء، ولا يعالج في عيادة نفسية، وهذا وهم ولا أصل له، لا شرعاً ولا عرفاً، ولا أيضاً عند المجربين الذين يأخذون بالقواعد الشرعية.
لكني أسمع من بعض المختصين بالرقية كلام في الحقيقة هو محل نظر، يقولون: إن بعض الأدوية النفسية تخفف أثر الرقية على المريض، بل بعضهم يدعي أنه أحياناً ينعكس أثر الرقية على المريض إذا كان يمارس علاجاً نفسياً، هذا نادر، والنادر لا حكم له، وإن قال به ثقات، حدثني بعض المجربين من طلاب العلم الذين يرقون، لكن ومع ذلك لا أسلم لهم بأن هذه قاعدة عامة، بل يجب أن نبعدها من أن تكون قاعدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(تداووا عباد الله)، فلا يمكن أن العلاج بالقرآن والأدعية يتنافى مع العلاجات الطبيعية، والله عز وجل شرع هذا وشرع هذا، وهذه ربما من عبث الجن والشياطين بالناس؛ لأن بعض الذين يعالجون يقول: كأن الجني يقول: أبعدوا عني هذا الدواء، المريض هذا يأخذ علاجاً نفسياً أرهقني وآذاني، نقول: آذاك؛ لأنك آذيت المسلم، ولماذا تجعلون هذا السبب في حرمان الناس من الأدوية؟ كثير من الأمراض علاجها عند الطب النفسي مع الرقية، كثير من الأمراض التي أصابت الناس اليوم -وهي كثيرة- هي الأمراض النفسية، وعلاجها بإذن الله عند العيادات النفسية مع الرقية بالقرآن.
كذلك بعض الناس وهذه الحقيقة في مجتمعنا ليس لها أصل شرعي ولا واقعي ولا علمي، بعضهم يرون أن مراجعات العيادات النفسية عيب وأمر يستحى منه، ما أدري من أين جاء هذا الشعور؟! حتى إن بعضهم يعتقد أنه ما يذهب للأطباء النفسيين إلا المجانين، هذا أمر غريب، الطب النفسي اليوم رحمة لكثير من العباد، ولا يتنافى مع الإيمان ولا مع العبادة ولا مع الصلاح ولا مع التوكل على الله، ولا يتنافى مع الرقية، هذا هو الأصل، لا يمكن أن يتنافى سببان شرعيان أبداً، والله عز وجل شرع هذا وشرع هذا.