للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان المتبرع أجنبياً ففيه قولان، أصحّهما: لا يثبت (١).

ومن الشرائط: أمنُ الطريق، وهو أن يكون الغالب فيها السلامة (٢).

وإن كان بينه وبين مكة بحرٌ فهو عذر بمنزلة خوف الطريق (٣).

والفرات، والدجلة، والجيحون (٤) أنهارٌ وليست ببحارٍ فلا تمنع الاستطاعة (٥). (نه) (٦)

وقال أبو القاسم الصفّار (٧) (٨): "لا أرى الحجّ فرضاً منذ عشرين سنة حين خرجت القرامطة (٩)؛


(١) كذا وردت هذه المسألة في سائر النسخ، وهذا الفرع إنما هو للشافعي، وليس عند الحنفية إلا القول بعدم ثبوت الاستطاعة بتبرع الأجنبي، ويدل لهذا التقرير نقلان، أولهما: قال في تحفة الفقهاء ١/ ٣٨٣: " ولهذا بالإجماع أن الأجنبي إذا أعار الزاد والراحلة لمن لا يملك الزاد والراحلة فإنه لا يجب الحج عليه"، والمراد إجماع الحنفية، النقل الثاني: جاء في فتاوى قاضيخان ١/ ٢٥٠: "وإن كان الآفاقي فقيراً وتبرع ولده بالزاد والراحلة لا يثبت به الاستطاعة عندنا خلافاً للشافعي -رحمه الله- تعالى، وإن كان المتبرع أجنبياً له فيه قولان". ويُنظر: روضة الطالبين ٣/ ١٥، نهاية المحتاج ٢/ ٢٥٣.
(٢) لأنّ الحج لا يجب بدون الزاد والراحلة، ولا بقاء للزاد والراحلة بدون الأمن.
يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٣٨٧، بدائع الصنائع ٢/ ١٢٣، الهداية ١/ ١٣٣، الاختيار ١/ ١٤٠.
(٣) يُنظر: البناية ٤/ ١٤٧، البحر الرائق ٢/ ٣٣٨، الشُّرنبلاليّة ١/ ٢١٦، الفتاوى الهندية ١/ ٢١٨.
(٤) نهر جيحون: نهر عظيم يقع اليوم في جنوب روسيا، يضم في طريقه أنهاراً وأودية، يُعرف أيضاً بنهر بلخ. يُنظر: معجم البلدان ٢/ ٤٤٠، بلدان الخلافة الشرقية ص ٤١.
(٥) لأن ركوب البحر لا يقدر عليه كل أحد، بخلاف النهر.
يُنظر: بدائع الصنائع ٢/ ١٢٢، البناية ٤/ ١٤٧، البحر الرائق ٢/ ٣٣٨، الشُّرنبلاليّة ١/ ٢١٦، الفتاوى الهندية ١/ ٢١٨.
(٦) النهاية في شرح الهداية للسغناقي ص ١٥٠، (تحقيق: عبد الله العقلاء).
(٧) هو أحمد بن عصمة الصفار البلخي، كان فقيهًا، علَّامة، في طبقة أبي الحسن الكرخي، تفقه عليه جماعة، منهم: الفقيه أبو جعفر الهندواني، توفي سنة ٣٣٦ هـ. يُنظر: الجواهر المضية ١/ ٧٨، سلم الوصول ١/ ١٤٣.
(٨) يُنظر: فتاوى قاضيخان ١/ ٢٥٠، فتح القدير ٢/ ٤١٨، حاشية ابن عابدين ٢/ ٤٦٣.
(٩) القرامطة: نسبة إلى قرمط بن الأشعث، أو حمدان بن قرمط، يظهرون الرفض، ويبطنون الزندقة والكفر، خاضوا حروباً ضد العباسيين، وتجرؤوا على الحرم المكي، وسرقوا الحجر الأسود، وتعرضوا للحُجاج سنة ٢٩٤ هـ بالقتل والنهب، وكذا سنة ٣١٢، واستمروا حتى منتصف القرن الخامس. يُنظر: فضائح الباطنية للغزالي ص ١٢، القرامطة لابن الجوزي ص ٢٩، البداية والنهاية ١٥/ ٣٧.

<<  <   >  >>