للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا دخل الحرم، وهو من جانب المشرق: ستة أميال، ومن الجانب الآخر: اثنا عشر ميلاً، ومن الجانب الثالث: ثمانية عشر، ومن الجانب الآخر: أربعة وعشرون ميلاً (١). (نه) (٢)

يقول: "اللّهمّ هذا البيت بيتك، والحرم حرمك وأمنك، والعبد عبدك، وهذا مقامُ العائذ المستجير بك من النار، فقِني من عذابك يوم تبعث عبادك، ووفقني لما تحب وترضى، وحرّم لحمي، وبدني، وشعري، وبشرتي، على النار (٣).

(ف) (٤)

وإذا وقع بصره على البيت يقول: "اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّهمّ أنت السلام، ومنك السلام، حيّنا ربّنا بالسلام، اللّهمّ زد بيتك هذا تعظيماً، وتشريفاً، وتكريماً، ومهابة، وزد من حجّ واعتمر تعظيماً، وتشريفاً، ومهابةً، وتكريماً" (٥).


(١) هذا التحديد لحدود الحرم نسبه السرخسي وغيره لأبي جعفر الهندواني، وقد أراد بحده من جهة المشرق جهة العراق، وبالحد الثاني: جهة التنعيم، وبالحد الثالث: جهة اليمن، وبالحد الرابع: جهة جدة، وقد نظر الصّدر الشهيد -كما نقل ابن نجيم عنه- التقدير الثاني وذكر أنه قرابة ثلاثة أميال، وضعّف الفاسي في شفاء الغرام هذه التقادير الأربعة؛ وأطال في ذكر الجهات والأقوال في تحديد الحرم منها، ثم قال: "هذا ما رأيته للناس في حدود الحرم بالأميال، ورأيت في ذلك لبعض الحنفية ما يستغرب جداً"، ثم ذكر قول الهندواني، وتعقبه فقال: " إنما كان ما ذكره هذا القائل مستغربا لنقصه من حده من جهة المشرق، وكثرة الزيادة في حده من الجهات الثلاث، وإنما لم أذكر ذلك مع ما ذكره غيره في حدود الحرم، لعدم تصريح قائل ذلك بجوانب الحرم التي حددها".
يُنظر: المبسوط ١٠/ ١٩١، البحر الرائق ٣/ ٤٣، مجمع الأنهر ١/ ٢٦٧، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ١/ ٧٥.
(٢) النهاية في شرح الهداية للسغناقي ص ١٧٤، (تحقيق: عبد الله العقلاء).
(٣) هذا الدعاء وبعض ما سيأتي من الأدعية في المناسك درج كثيرٌ من العلماء على إيرادها في مصنفاتهم، وتناقلوها، والظاهر أنهم لم يقصدوا تعيّن هذه الأدعية لهذه المواطن، وقد صرح المؤلف بهذا في آخر باب الحج، وإنما كان من باب مناسبة ألفاظ هذه الأدعية للمقام، كما نصّ على شيءٍ من هذا المعنى ملا علي القاري في منسكه.

يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٤، تبيين الحقائق ٢/ ١٤، الجوهرة النيرة ١/ ١٣٥، المسلك المتقسط ص ١٧٨.
(٤) فتاوى قاضيخان ١/ ٢٥٦.
(٥) لما روى البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الحج، باب القول عن رؤية البيت]، (٥/ ١١٨:برقم ٩٢١٣) عن مكحول قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل مكة فرأى البيت رفع يديه، وكبر، وقال: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحيّنا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً، وتعظيماً، ومهابةً، وزد من حجه، أو اعتمره تكريماً، وتشريفاً، وتعظيما وبرا ". إسناده منقطع، وله شاهد مرسلٌ من حديث ابن جريج. يُنظر في الحكم على الحديث: البدر المنير ٦/ ١٧٣، التلخيص الحبير ٢/ ٥٢٦.
ويُنظر في فقه المسألة: المبسوط ٤/ ٩، المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٤، الاختيار ١/ ١٤٦، نخب الأفكار ٩/ ٣٥٠.

<<  <   >  >>