للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو اسمٌ لموضع فيه الميزاب، سُمّي به؛ لأنه حُطم من البيت، أي: كُسر (١)، يرمُل في الثلاث الأول، ثم يمشي على السكينة والوقار ويستلم الحجر كلّما مرّ به، ويختم الطوافُ بالاستلام" (٢).

والحطيم موضعٌ مبنيٌ دون البيت من الركن العراقي إلى الركن الشاميّ، فلو دخل فيها في طوافه لم يُجزئه، ويُعيد الطواف، فإن أعاده على الحطيم وحده أجزأه؛ لأنّه تمّ طوافه، والأولى أن يعيده على البيت أيضاً؛ ليؤديه على الوجه الأحسن، والأكمل (٣).

والرَّمَل: هزُّ الكتفين كالتّبختر (٤)، وسبُبه إظهار الجَلَد للمشركين حيث قالوا للصحابة، أوهنتهم حمّى يثرب، فقال عليه السلام: "رحمَ اللّهُ امرءًا أظهرَ من نفسه جَلَداً" (٥)، وزال السبب، وبقي الحكم، وبقي إلى يومنا (٦). (خ) (٧)

وينبغي أن يطوف بالبيت ماشياً، فإن طاف راكباً، أو محمولاً؛ إن كان بعذرٍ جاز ولا شيء عليه،


(١) يُنظر: المبسوط ٤/ ١١، الهداية ١/ ١٣٨، الاختيار ١/ ١٤٧، الجوهرة النيرة ١/ ١٥٤.
(٢) لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه قول جابر: " فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول - ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون، ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا ... " يُنظر في تخريجه الصفحة رقم ١٠٤٧ من هذا البحث.
ويُنظر في فقه المسألة: الهداية ١/ ١٣٨، الاختيار ١/ ١٤٧، تبيين الحقائق ٢/ ١٨، العناية ٢/ ٤٥٦، حاشية ابن عابدين ٢/ ٤٩٨.
(٣) يُنظر: بدائع الصنائع ٢/ ١٣٢، المحيط البرهاني ٢/ ٤٦٢، الاختيار ١/ ١٤٧، تبيين الحقائق ٢/ ٦١، البحر الرائق ٢/ ٣٥٢.
(٤) يُنظر: طلبة الطلبة ص ٢٩، المغرب ص ١٩٩.
(٥) أخرجه بهذا اللفظ الطبري في تاريخه، (٣/ ٢٤) من طريق الحسن بن عُمارة، عن الحكَم بن عُتَيبة، عن مِقسَم، عن ابن عباس، قال: اصطفُّوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند دار النَّدْوة لينظروا إليه وإلى أصحابه؛ فلما دخل رسولُ الله المسجد، اضطبع بردائه، وأخرج عَضُدَه اليمنى، ثم قال: رَحمَ الله أمرأ أراهُم اليوم من نفسه قُوَّةً! ثم استلم الركن". والحديث في إسناده الحسن بن عمارة، متروك الحديث. يُنظر: تهذيب الكمال ٦/ ٢٧٠، ميزان الاعتدال ١/ ٥١٤.
والحديث أصله في صحيح البخاري وغيره. يُنظر في تخريجه الصفحة رقم ١٠٤٦ من هذا البحث.
(٦) يُنظر: بدائع الصنائع ٢/ ١٤٧، الهداية ١/ ١٣٨، الاختيار ١/ ١٤٧، العناية ٢/ ٤٥٤.
(٧) لم أجده.

<<  <   >  >>