للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمّ يقف راكباً، رافعاً يديه بسطاً، كالمستطعِم المسكين يحمد اللّه، ويثني عليه، ويصلّي على النبي عليه السلام، ويسأل حوائجه (١).

والأفضل أن يتوجّه عقب صلاة العصر مع الإمام، يقف بالموقف مستقبل القبلة، قريباً من جبل الرحمة (٢).

وعرفات كلُّها موقف إلا بطن عُرنة (٣) (٤).

وإذا وقف يحمد الله تعالى، ويدعو لحاجته؛ لما رُوي أنّه عليه السّلام كان يفعل كذلك رافعاً يديه كالمُستطْعِم المسكين (٥).

والدعاء المرويُّ عنه عليه السلام، وعن الأنبياء عليهم السلام: "لا إله إلا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، اللّهمّ اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، اللّهمّ اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، اللّهمّ إني أعوذ بك من وسواس


(١) يُنظر: المسالك في المناسك ص ٤٨٧، تبيين الحقائق ٢/ ٢٢، فتح القدير ٢/ ٤٦٧، مجمع الأنهر ١/ ٢٧٥.
(٢) لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه قول جابر رضي الله عنه:"وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس". يُنظر في تخريجه الصفحة رقم ١٠٤٧ من هذا البحث.
ويُنظر في فقه المسألة: الهداية ١/ ١٤٢، الاختيار ١/ ١٥٠، تبيين الحقائق ٢/ ٢٣، منحة السلوك ص ٣٠٥، حاشية ابن عابدين ٢/ ٥٠٦.
(٣) عُرنة: وادٍ من كبار أودية مكة، بحذاء عرفة. يُنظر: معجم البلدان ٤/ ١٠٤، معالم مكة التاريخية ص ١٨٤.
(٤) لما روى ابن حبان في صحيحه، [كتاب الحج، باب ذكر وقوف الحاج بعرفات والمزدلفة]، (٩/ ١٦٦:برقم ٣٨٥٤) عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل عرفات موقف، وارفعوا عن عرنة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن محسر، فكل فجاج منى منحر، وفي كل أيام التشريق ذبح ". صححه ابن حبان، وابن حزم، وقال الهيثمي: رجاله موثقون. يُنظر في الحكم على الحديث: البدر المنير ٦/ ٢٣٩، التلخيص الحبير ٢/ ٥٥٠، مجمع الزوائد ٣/ ٢٥١.
ويُنظر في فقه المسألة: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٣٤، تحفة الفقهاء ١/ ٤٠٥، بدائع الصنائع ٢/ ١٢٥، الاختيار ١/ ١٥٠.
(٥) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الحج، باب: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة]، (٥/ ١٩٠:برقم ٩٤٧٤) عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو بعرفة يداه إلى صدره كاستطعام المسكين ". ضعفه الذهبي، والهيثمي. يُنظر في الحكم على الحديث: المهذب للذهبي ٤/ ١٨٦٦، مجمع الزوائد ١٠/ ١٦٨.

<<  <   >  >>