للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متضرعاً إليك، مسكيناً لديك، فاقض حاجتي، واغفر ذنوبي، ولا تجعلني من أخيب وفدك، وقد قلت وإنك لا تخلف الميعاد: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (١)، وقد دعوتك متضرعاً، سائلاً، فأجب دعائي، وأعتقني من النّار، ولوالدي، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، برحمتك يا أرحم الراحمين" (٢). (اخ) (٣)

وإذا زالت الشمسُ يصعد الإمام المنبر، ويجلس، ويؤذّن المؤذّن، ويخطب الإمام خطبتين، بينهما جلسة خفيفة كما يفعل يوم الجمعة، ويعلّم الناس فيها أمور المناسك إلى اليوم الثاني من أيام النّحر، فإذا فرغ من الخُطبة يقيم المؤذن، ويصلّي الإمامُ والنّاس الظهر ركعتين إن كان مسافراً (٤)

، ثم يقوم المؤذن ويقيم ثانياً ويصلي الإمام بهم العصر في وقت الظهر من غير أن يشتغل بالنافلة بين الصلاتين يعني السُّنّة (٥).

والخطبة في الحج ثلاثٌ، بين كلّ خطبتين فاصلٌ بيوم، أولها: قبل يوم التروية، وهو اليوم السابع من ذي الحجة بمكة بعد صلاة الظهر، يُعلّم الناس فيها أحكام المناسك إلى يوم عرفة، خطبةٌ واحدةٌ، ولا يجلس بينهما، والخطبة الثانية: يوم عرفة، وهي ما ذكرناه آنفاً، والخطبة الثالثة: في اليوم الثاني من أيام النحر بعد صلاة الظهر بمنى، خطبةٌ واحدةٌ، ويعلّمهم ما بقي من المناسك (٦).


(١) سورة غافر، من الآية (٦٠).
(٢) يُنظر: المسالك في المناسك ٢/ ٥٠٦، تبيين الحقائق ٢/ ٢٥، البحر العميق ٣/ ١٥٥٤، مجمع الأنهر ١/ ٢٧٧.
(٣) الاختيار ١/ ١٥١.
(٤) بخلاف غيره من أهل مكة؛ لأنه ليس بينهما مسافة القصر.

يُنظر: تحفة الفقهاء ١/ ٤٠٥، بدائع الصنائع ٢/ ١٥٢، المحيط البرهاني ٢/ ٤٢٧، نخب الأفكار ٦/ ٣٣٥.
(٥) يُنظر: الصفحة رقم ١١١٩ من هذا البحث.
(٦) لأن الحجاج يخرجون في يوم التروية من مكة إلى منى فلا يتفرغون لسماع الخطبة فينبغي أن يخطب قبل التروية بيوم يعلمهم في هذه الخطبة الخروج من مكة إلى منى، ثم من منى إلى عرفات، ثمّ يخطب يوم عرفة يعلمهم في هذه الخطبة كيفية الوقوف بعرفات، والإفاضة إلى المزدلفة، والوقوف بالمزدلفة، والرمي، والذبح، والحلق، والرجوع إلى مكة لطواف الزيارة، والسعي، ثم العود إلى منى، ثمّ يخطب في اليوم الثاني من أيام النّحر يعلّمهم في هذه الخطبة بقية أعمال الحج فيكون للتعليم يوم وللعمل يوم فكان هذا أحسن
يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥٨٤، المبسوط ٢/ ١٣١، الهداية ١/ ١٤٠، تبيين الحقائق ٢/ ٢٢، العناية ٢/ ٤٦٦.

<<  <   >  >>