للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يأتي الملتزم وهو بين الحجر الأسود والباب، فيضع صدره ووجهه عليه، ويرفع يده اليمنى إلى عتبة الباب ويتشبث بأستار الكعبة (١)، ويقول:

"السّائل ببابك، يسألك من فضلك، ومعروفك، ويرجو رحمتك"، ويكثر التضرع والدعاء، ثم ينصرف ويمشي وراء وجهه إلى البيت، متباكياً، متحسّراً على فراق البيت (٢).

يقول عند وداعه: "اللهم لك حججت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، ولك أسلمت، وإياك أردت، فتقبّل نسكي، واغفر لي ذنوبي، وكفّر عني سيئاتي، واستعملني في طاعتك أبداً ما أبقيتني، وأعذني من النار، اللّهم إني أستودعك ديني، وأمانتي، وخواتيم عملي، فاحفظها عليّ، وعلى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة، إنّك سميع الدعاء، اللهم لا تجعل هذا آخر العهد من بيتك، وارزقني العود إليه وأحسن أوبتي حتى تبلغني أهلي، واكفني مؤنتي ومؤنة عيالي، وجميع خلقك" (٣).


(١) دليل إتيان الملتزم في الجملة ما روى أبو داود في سننه، [كتاب المناسك، باب الملتزم]، (٣/ ٢٧٨:برقم ١٨٩٩) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: "طفت مع عبد الله، فلما جئنا دبر الكعبة، قلت: ألا تتعوذ، قال: نعوذ بالله من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، وأقام بين الركن والباب، فوضع صدره، ووجهه، وذراعيه، وكفيه هكذا، وبسطهما بسطا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله". ضعفه النووي، والذهبي، وابن حجر. يُنظر في الحكم على الحديث: المجموع ٨/ ٢٥٩، المهذب ٤/ ١٨٣٨، الدراية ٢/ ٣١.
ويُنظر في فقه المسألة: المبسوط ٤/ ٢٤، تحفة الفقهاء ١/ ٤١٠، بدائع الصنائع ٢/ ١٦٠، الهداية ١/ ١٤٨، المحيط البرهاني ٢/ ٤٣٣.
(٢) يعني أنه يرجع القهقرى حتى يخرج من المسجد؛ إجلالاً للبيت، لكن يفعله على وجه لا يحصل منه صدمٌ لأحد.
يُنظر: الاختيار ١/ ١٥٦، درر الحكام ١/ ٢٣٢، البحر الرائق ٢/ ٣٧٨، حاشية ابن عابدين ٢/ ٥٢٤، عمدة الرعاية ٣/ ٣٦٣.
(٣) يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ٤٣٣، الاختيار ١/ ١٥٦، تبيين الحقائق ٢/ ٢٩، مجمع الأنهر ١/ ٢٨٤، الفتاوى الهندية ١/ ٢٦٥.

<<  <   >  >>