للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا دخل المدينة يقول: "اللهم ربّ السماوات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الرياح وما ذرين (١)، أسألك خير هذه البلدة، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها، وشرّ ما فيها، وشرّ أهلها" (٢)، اللهم هذا حرم رسولك، فاجعل دخولي فيه وقايةً لي من النار، وأماناً من العذاب، وسوء الحساب (٣).

ويغتسل قبل الدخول إن أمكنه، ويتطيّب، ويلبس أحسن ثيابه، ويدخلها متواضعاً (٤)، ويقول: "بسم الله، وعلى ملّة رسول الله، ربّ أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً، اللهمّ صلّ على محمد، وعلى ال محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك وفضلك" (٥). (ظ) (٦)

ثمّ يدخل المسجد ويقول:" اللهمّ صلّ على محمد، وعلى ال محمد، اللهمّ اجعلني اليوم من أوجه من توجّه إليك، وأقرب من تقرّب إليك، والحجُّ من دُعاك، وابتغي رضاك".


(١) يُقال: ذرته الرياح إذا قلعته من أصله. يُنظر: غريب الحديث للحربي ١/ ٢٥٤، مجمع بحار الأنوار ٢/ ٢٣٥.
(٢) هذا بعض دعاء دخول القرية، وليس خاصاً بالمدينة النبوية، وقد رواه النسائي في السنن الكبرى، [كتاب السير، الدعاء عند دخول القرية]، (٨/ ١١٧:برقم ٨٧٧٥) عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه أنه كان يسمع قراءة عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من دار أبي جهم وقال كعب الأحبار: " والذي فلق البحر لموسى لإن صهيبا حدثني أن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يرى قرية يريد دخولها، إلا قال حين يراها: «اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها». صححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم. يُنظر في الحكم على الحديث: صحيح ابن خزيمة ٤/ ١٥٠، صحيح ابن حبان ٦/ ٤٢٦، المستدرك ١/ ٦١٤.
(٣) يُنظر: فتاوى قاضيخان ١/ ٢٨٠، الفتاوى الهندية ١/ ٢٦٥.
(٤) لم أقف على وجهه؛ إلا ما ذكره في البحر العميق من إلحاق المدينة بمكة في هذا الحكم. يُنظر: الاختيار ١/ ١٧٥، البحر العميق ٤/ ٢٨٩٦.
(٥) لم أقف على دعاء خاص بدخول المدينة، لا ما ذكره المؤلف، ولا غيره، وقد نبّه المؤلف في آخر هذا الفصل أن ما ذكره من الأدعية بعضها مرويةٌ عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، وبعضها عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، ولم أقف على شيء من ذلك في هذا الباب، وعزاه في البحر العميق لبعض العلماء دون تسمية. يُنظر: البحر العميق ٤/ ٢٨٩٦.
(٦) الفتاوى الظهيرية (٧٧/أ).

<<  <   >  >>