للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحُمرةُ حيضٌ سواءٌ كان مُشبَع اللون أو لم يكن، والصفرة حيضٌ، وهي أرقُّ من الحُمرةُ (١).

وكلُّ ما وقع عليه اسم الصفرة ما تراه فإنه بمنزلة الدم فيكون حيضاً (٢).

والكُدْرةُ حيضٌ في الأحوال كلّها (٣).

والتُربِيَّة حيضٌ أيضاً (٤).

وارتفاع (٥) الحيض تارةً يكون للصِّغَر، وأخرى للكِبَر (٦).


(١) السواد والحمرة والصفرة حيض، لأن الأصل بالدم الحمرة، إلا أن غلبة السواد انصرف إلى السواد، وعند غلبة الصفرة انصرف إلى الصفرة، فأما الذات فواحد.
يُنظر: الأصل ١/ ٢٩٢، المحيط البرهاني ١/ ٢١٣، تبيين الحقائق ١/ ٥٥، العناية ١/ ١٦٢، البناية ١/ ٦٣١، فتح القدير ١/ ١٦٢.
(٢) لما سبق من الاستدلال في المسألة السابقة.
(٣) سواء كان في أول الحيض أو آخره، وقال أبو يوسف: إن رأت الكدرة في أوّل أيامها لم يكن حيضاً، وإن رأت في آخر أيامها يكون حيضاً، ووجه ما ذكره المؤلف أنّ ما يكون حيضاً إذا رأته المرأة في آخر أيامها يكون حيضاً أيضاً إذا رأته في أول أيامها كالسواد والحمرة؛ لأن جميع مدة الحيض في حكم وقت واحد.
يُنظر: الأصل ١/ ٢٩٢، شرح مختصر الطحاوي للجصاص ١/ ٤٨٥، المبسوط ٣/ ١٥٠، الاختيار ١/ ٢٧، البحر الرائق ١/ ٢٠٣.
(٤) لقول عائشة رضي الله عنها السابق: «لا تعجلنَ حتى ترين القَصَّة البيضاء»، وهذا الخبر احتج به الحنفية على كون ما ذُكر من سائر الدماء حيضٌ إلا البياض، قال الكاساني: "قد أخبرت أن ما سوى البياض حيض، والظاهر أنها إنما قالت ذلك سماعا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه حكم لا يدرك بالاجتهاد، ولأن لون الدم يختلف باختلاف الأغذية، فلا معنى للقصر على لون واحد".
يُنظر: المبسوط ٣/ ١٥٠، بدائع الصنائع ١/ ٣٩، المحيط البرهاني ١/ ٢١٤، تبيين الحقائق ١/ ٥٥، حاشية ابن عابدين ١/ ٢٨٩.
(٥) لو عبّر بالانتفاء أو العدم كان أولى؛ لأنه غيرُ متصورٍ وقوعه ثم ارتفاعه بسبب الصّغر. يُنظر: التنبيه على مشكلات الهداية ٣/ ١٤٢٢.
(٦) يعني الآيسة.

<<  <   >  >>