للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقطع عليه قوله" (١). (طح) (٢)

وقيل: الأذان لم يثبت بالرُّؤيا على ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي (٣) أنه قال: "إن الأذان أجل من أن يثبت بالرؤيا، ولكنّ النبيّ عليه السلام لما أسري به إلى المسجد الأقصى وجُمع النبيّون فأذّن جبريل عليه السلام وأقام، وتقدم النّبي عليه السلام وصلّى خلفه الملائكة وأرواح الأنبياء صلوات الله عليهم" (٤). (ظ) (٥) (طح) (٦)


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، (٢٦/ ٣٩٩:برقم ١٦٤٧٧)، ولفظه: عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال: لما أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يضرب بالناقوس يجمع للصلاة الناس، وهو له كاره لموافقته النصارى، طاف بي من الليل طائف وأنا نائم، رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله، قال: فقلت له: يا عبد الله أتبيع الناقوس، قال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: فقلت: بلى، قال: تقول الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر غير بعيد، قال: ثم تقول: إذا أقمت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: فلما أصبحت أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرته بما رأيت قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن هذه لرؤيا حق إن شاء الله "، ثم أمر بالتأذين ... ". قال ابن عبد البر: "روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصة عبد الله بن زيد هذه في بدء الأذان جماعةٌ عن الصحابة بألفاظ مختلفة ومعان متقاربة، ... والآثار في ذلك متواترة حسان ثابتة". يُنظر: التمهيد ٢٤/ ٢٠.
(٢) شرح مختصر الطحاوي للأسبيجابي ص ٤٠٠، (تحقيق: محمد الغازي).
(٣) هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بالباقر، كان إماماً، مجتهداً، تالياً لكتاب الله، كبيرَ الشأن، قال الذهبي: "كان أحد من جمع بين العلم والعمل، والسؤدد والشرف، والثقة والرزانة". ولد سنة ٥٦ هـ، وتوفي سنة ١١٧ هـ. يُنظر: طبقات الفقهاء ص ٦٤، سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٠١.
(٤) أخرجه البزار في مسنده، (٢/ ١٤٦:برقم ٥٠٨)، ولفظه: عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، وذكر فيها قصة الإسراء وأنّ ملكاً ألقى الأذان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجاء في آخر الخبر: "قال: ثم أخذ الملك بيد محمد -صلى الله عليه وسلم- فقدمه فهم أهل السماء فيهم آدم، ونوح. قال أبو جعفر محمد بن علي يومئذ: أكمل الله لمحمد -صلى الله عليه وسلم- الشرف على أهل السماوات والأرض ". وهذا الخبر ضعّفه البزار وابن كثير، وقال ابن الهمام: خبر غريب ومعارض للخبر الصحيح أن بدء الأذان كان بالمدينة. يُنظر: مسند البزار ٢/ ١٤٦، الأحكام الكبير لابن كثير ١/ ٣٢، نصب الراية ١/ ٢٦٠، فتح القدير لابن الهمام ١/ ٢٤١.
(٥) الفتاوى الظهيرية (١٤/ب).
(٦) شرح مختصر الطحاوي للأسبيجابي ص ٤٠٢، (تحقيق: محمد الغازي).

<<  <   >  >>