للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: أنَّ آخرَ الأذان عندنا "لا إله إلا الله" (١)

، وفي قولِ أهلِ المدينة: "لا إله إلا الله والله أكبر" (٢).

ولا ترجيع (٣) في شيءٍ من الأذان [والإقامة] (٤) عندنا (٥)، وقال الشافعيُّ -رحمه الله-: يُرجِّع (٦) (٧).


(١) لأنّ عامة الأحاديث الواردة في صفة الأذان وردت بذلك، منها حديث أبي محذورة السابق.

يُنظر: الحجة على أهل المدينة ١/ ٧٦، المبسوط ١/ ١٢٩، بدائع الصنائع ١/ ١٤٧، فتح القدير ١/ ٢٤٠.
(٢) لم أقف على هذا قولاً للمالكية، والمثبت في مصنّفاتهم أن الأذان يُختم بقول لا إله إلا الله، بل قال ابن عبد البر: "ولم يختلف فقهاء الحجاز والعراق في أنّ آخر الأذان: "الله أكبر الله أكبر" مرتين، "لا إله إلا الله" مرة واحدة". وقال محمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة: "وقال أهل المدينة بقول أبي حنيفة في الأذان كله، وقالوا: لا نرى الرجوع شيئاً كما قال أبو حنيفة، إلا أنّهم خالفوا أبا حنيفة في خصلة واحدة وقالوا: إنّما يقول المؤذن في أول أذانه: "الله أكبر الله اأبر"، فهاتان مرتان، ولا يعيدها فتكون أربعاً". وقد سبق المؤلف إلى هذا السرخسي في المبسوط، والظاهر أنّه وهم.
يُنظر: الحجة على أهل المدينة ١/ ٧٦، المبسوط ١/ ١٢٩، التمهيد ٢٤/ ٢٩، الذخيرة للقرافي ٢/ ٤٥، فتح الباري لابن رجب ٥/ ١٩٩.
(٣) الترجيع في اللغة: الترديد، وسيذكر المؤلف معناه في الشرع. يُنظر: لسان العرب ٨/ ١١٥، القاموس المحيط ١/ ٧٢١.
(٤) ساقطة من (ب) و (ج).
(٥) لأن الأحاديث المشهورة في الباب لم تذكر الترجيع، وما جاء من الترجيع في بعض روايات حديث أبي محذورة فإنّما كانت تعليماً من رسول الله له، فظنّها أبو محذورة من صلب الأذان، ومن هذه الأحاديث المشهورة التي لم تذكر الترجيع حديث عبد الله بن زيد السابق، (يُنظر في تخريجه الصفحة رقم ٣٤١ من هذا البحث)، ومنها ما روى أحمد في مسنده، (٩/ ٤٠٣:برقم ٥٥٦٩) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " إنما كان الأذان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرتين، والإقامة مرة، غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، وكنا إذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصلاة ". صححه النووي وابن عبد الهادي وابن حجر. يُنظر في الحكم على الحديث: خلاصة الأحكام ١/ ٢٨٢، تنقيح التحقيق ٢/ ٥١، نتائج الأفكار ١/ ٣٢٧.
قال العيني: هذا دليل صريح على أنه لم يكن فيه ترجيع.
يُنظر في فقه المسألة: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ١/ ٥٥٠، المبسوط ١/ ١٢٨، تحفة الفقهاء ١/ ١١٠، الهداية ١/ ٤٣، البناية ٢/ ٧٩.
(٦) يُنظر: الأم للشافعي ١/ ١٠٤.
(٧) لما روى مسلمٌ في صحيحه، [كتاب الصلاة، باب صفة الأذان]، (١/ ٢٧٨:برقم ٣٧٩) عن أبي محذورة، أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- علمه هذا الأذان: «الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله»، ثم يعود فيقول: «أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة مرتين، حي على الفلاح مرتين» زاد إسحاق: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله».

ويُنظر في فقه المسألة عند الشافعية: الأم ١/ ١٠٤، الحاوي الكبير ٢/ ٤٢ نهاية المطلب ٢/ ٤٢، المجموع ٣/ ٩٠.

<<  <   >  >>