للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وألفاظ التكبير ثلاثة: "الله أكبر"، "الله الأكبر"، "الله الكبير"، فبأيّ لفظٍ أتى من هذه الألفاظ الثلاثة يصير داخلا في الصلاة عند أصحابنا (١).

وإن افتتح الصلاة بالتحميد أو بالتهليل أو بالتسبيح فقال: "سبحان الله"، أو قال: "الله أجلّ"، أو قال: "الله أعظم"، أو قال: "الله" (٢)، [أو قال:] (٣) ("الربّ") (٤) (٥)

، ولم يزد، أو قال: "لا إله إلا الله"، أو قال: "لا إله غيره"، أو [قال:] (٦) "تبارك الله" يصير شارعاً في الصلاة، وكذا لو قال: "اللهمّ" يصير شارعاً، وإنّما يصير شارعاً بما تجرّد ثناء (٧). (ف) (٨)


(١) دليل جواز الاستفتاح بهذه الألفاظ الثلاثة وكذا مما يتبعها من الألفاظ كالتسبيح والتهليل هو قوله سبحانه تعالى: {(١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ} [سورة الأعلى، آية (١٥)]، ووجهه: أن المرادَ من الآية ذكر اسم الرب لافتتاح الصلاة؛ لأنه عقّب الصلاة الذكر بحرف يوجب التعقيب بلا فصل، والذكر الذي تتعقبه الصلاة بلا فصل هو تكبيرة الافتتاح، فقد شرع الدخول في الصلاة بمطلق الذكر، فلا يجوز التقييد باللفظ المشتق من الكبرياء بأخبار الآحاد، وبه تبين أن الحكم تعلق بتلك الألفاظ من حيث هي مطلق الذكر لا من حيث هي ذكر بلفظ خاص.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ١٣٠، المحيط البرهاني ١/ ٢٩٢، تبيين الحقائق ١/ ١١٠، البناية ٢/ ١٧٣، حاشية ابن عابدين ١/ ٤٨٠.
(٢) هذا هو القول الأول عند الحنفية في صحة الاستفتاح بقول: "الله"، ووجهه أنّه ثناء خالص لم يتبعه سؤال، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف، كما نقله عنهما العيني في منحة السلوك، وهو المختار في الخانية كما نقله عنه المؤلف.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ١٢١، الهداية ١/ ٤٩، تبيين الحقائق ١/ ١١٠، منحة السلوك ص ١٢٣، حاشية ابن عابدين ١/ ٤٨٦.
(٣) ساقطة من (ج)
(٤) في النسخ الثلاث: "رب"، والمثبت موافق للمصدر.
(٥) لأنّه اسم مختص بالله، بخلاف ما لو قال: "الكبير" أو "الأكبر" فقط لا يصير شارعاً لعدم الاختصاص.

يُنظر: تبيين الحقائق ١/ ١١٠، البناية ٢/ ١٧٥، فتح القدير ١/ ٢٨٣، الشُّرنبلاليّة ١/ ٦٥.
(٦) ساقطة من (أ) و (ب).
(٧) يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٢/ ٥، المبسوط ١/ ٣٥، تحفة الفقهاء ١/ ١٢٣، البناية ٢/ ١٧٣، حاشية ابن عابدين ١/ ٤٨٠.
(٨) فتاوى قاضيخان ١/ ٨٢.

<<  <   >  >>