للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصحُ الاقتداءُ بأهل الأهواء والبدعة، إلا الجهميّة (١) والقدريّة (٢) والرافضة (٣)، ومن يقول بخلق القرآن، والخطّابيّة (٤)

، والمشبّهة (٥) (٦).

ولا خلفَ من يُنكر شفاعة النبيّ عليه السلام، ويُنكر الكرام الكاتبين، وعذاب القبر، وكذا خلف من يُنكر الرؤية؛ لأنّه كافر (٧)، وإن قال: "لا يُرى لجلاله وعظمته" فهو مبتدع (٨).


(١) الجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي (ت ١٢٨)، ومن أشهر ما قالوا: نفي صفات الله تعالى عته، والقول بالجبر، وأن الإيمان هو المعرفة بالله، وإنكار الرؤية، إلى غير ذلك. يُنظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ص ٢٧٩، الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٨٦.
(٢) القدرية: نسبةً إلى القدر، ظهرت على يد معبد الجهني (ت ٨٠ هـ)، ومن أشهر ما قالوا: إنكار القدر، وأنّ الله لم يخلق أفعال العباد، بل العبد يخلق فعل نفسه، إلى غير ذلك. يُنظر: الملل والنحل ١/ ٤٧، فتاوى ابن تيمية ٧/ ٣٨٥، لوائح الأنوار للسفاريني ٢/ ١١٣.
(٣) الرافضة: نسبةً غلى رفض إمامة الشيخين، وقيل غير ذلك، وهم طوائف شتى اختلف العلماء في تصنيفهم، يجمعهم شتم جلّ الصحابة والتبرؤ منهم، وهم جهمية في نفي الصفات، وقدرية في نفي القدر، ومرجئة في قولهم بأن الإيمان معرفة الإمام وحبه، وسيأتي في كلام المصنف أنهم درجات، فمن اقتصرت بدعته على تفضيل علي بن أبي طالب رضي الله عنه جازت الصلاة خلفه. يُنظر: الفصل بين الملل والنحل ٤/ ١٣٦، الملل والنحل ١/ ١٦٢، أصول مذهب الشيعة للقفاري ٣/ ١٢٨٤.
(٤) نسبةً لأبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي (ت ١٤٣)، من غلاة الشيعة، ومن أشهر ما قالوا: القول بالحلول، وأن الأئمة أنبياء، وأن إمامهم أبا الخطاب كان نبياً، وأن الأنبياء فرضوا على الناس طاعته. يُنظر: مقالات الإسلاميين ص ٢٨، الملل والنحل ١/ ١٧٩ ..
(٥) نسبةً إلى تشبيهم المخلوق بالخالق، أظهر أقاويلَهم هشام بن الحكم الرافضي (ت ١٧٩ هـ)، ومن أشهر ما قالوا: تشبيهم الخالق بالمخلوق، وجعلوا ما ورد من صفات الله جل وعلا مماثلًا ومشابهًا لصفات المخلوقين. يُنظر: الفَرق بين الفِرق ص ٤٨، الفصل بين الملل والنحل ٥/ ٤٢، العرش للذهبي ١/ ١٢٩.
(٦) قال ابن الهمام في الاستدلال لمنع الصلاة خلف هذه الطوائف: "وجملته أن من كان من أهل قبلتنا ولم يغل حتى لم يحكم بكفره تجوز الصلاة خلفه، وتكره". يعني أن المدار في عدم صحة الاقتداء بهم هو القول بكفرهم.
يُنظر: المحيط البرهاني ١/ ٤٠٦، فتح القدير ١/ ٣٥٠، البحر الرائق ١/ ٣٧٠، حاشية الشّلبي على التبيين ١/ ١٣٤.
(٧) يُنظر:، حاشية الطحطاوي على المراقي ص ٣٠٣.
(٨) للشبهة وإن كانت فاسدة؛ فتصح الصلاة خلفه مع الكراهة.
يُنظر: فتح القدير ١/ ٣٥٠، البحر الرائق ١/ ٣٧٠، حاشية الطحطاوي على المراقي ص ٣٠٣، حاشية ابن عابدين ١/ ٥٦١.

<<  <   >  >>