للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما المفسِد من حيث القول:

إذا تكلم في صلاته عامداً أو ناسياً أو نائماً، قليلاً أو كثيراً، قبل أن يقعد قدر التشهّد فسدت صلاته (١).

وكذا لو سلّم على إنسانٍ أو ردّ السّلام؛ فلو أراد أن يسلّم على أحدٍ ساهياً فقال: "السلام"، ثم علم فسكت تفسد صلاته (٢).

ولو بكى في صلاته؛ فإن سال دمعُه من غير صوتٍ لا تفسد صلاته (٣).

وإن ارتفع صوته فحصل به حروفٌ؛ إن كان من ذكر الجنّة أو النّار لم تفسد (٤).

وإن كان من وجعٍ أو مصيبةٍ تفسد، وكذا لو قال: "أفّ"، أو "تف"، أو أنَّ في صلاته فقال: "آوه، اه، أواه" تفسد صلاته إن كان من وجعٍ أو مصيبة (٥).


(١) لما ما روى مسلمٌ في صحيحه، [كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب تحريم الكلام في الصلاة]، (١/ ٣٨١:برقم ٥٣٧) من حديث معاوية بن الحكم السلمي، وفيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".
يُنظر: المبسوط ١/ ١٧٠، بدائع الصنائع ١/ ٢٣٣، الهداية ١/ ٦٢، تبيين الحقائق ١/ ١٥٤، العناية ١/ ٣٩٤.
(٢) لأنّ هذا من كلام الناس.
يُنظر: الاختيار ١/ ٦٢، تبيين الحقائق ١/ ١٥٧، البناية ٢/ ٤٤٢، مراقي الفلاح ص ١٢٠، حاشية ابن عابدين ١/ ٦١٥.
(٣) سواء كان بكاؤه من خشية الله أو كان لوجع أو مصيبة، وذلك لعدم المفسد من الكلام.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٢٣٥، البحر الرائق ٢/ ٤، مجمع الأنهر ١/ ١١٨، حاشية ابن عابدين ١/ ٦١٩.
(٤) لأنّ البكاءَ إذا كان من أمرِ الآخرة دلَّ على كمالِ الخشوع، وفيه تعريضٌ بسؤالِ الجنَّة والتعوّذ من النار، ولو صرّح به بأن قال: "اللهمّ إنّي اسألك الجنّة وأعوذ بك من النار" لا تفسد، فكيف بما يشيرُ إليه.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٢٣٥، تبيين الحقائق ١/ ١٥٥، فتح القدير ١/ ٣٩٧، درر الحكام ١/ ١٠١، عمدة الرعاية ٢/ ٣٦٥.
(٥) لأنّ البكاء من وجعٍ أو مصيبة فيه إظهارٌ للجزعِ والتأسّف، فكان من كلام الناس.

يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٢٣٥، تبيين الحقائق ١/ ١٥٥، فتح القدير ١/ ٣٩٧، عمدة الرعاية ٢/ ٣٥٥.

<<  <   >  >>