للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك في الظُّلْمة، والريح، والفزع (١)، لا بأس بأن يصلّى فرادى، ويدعون ويتضرعون إلى أن يزول ذلك (٢).

وأصلُ هذا ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: "انكسفتُ الشمسُ على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم مات ابنه إبراهيم، فقال الناس: "انكسفت لموت إبراهيم"، فسمع ذلك -صلى الله عليه وسلم- وقال: ألا إن الشمس والقمر آيتان لا تنكسفان لموت أحدٍ ولا لحياة أحدٍ، إذا رأيتم مثل هذا فاحمدوا إلى الله، وكبّروه، وسبّحوه، وصلّوا حتى تنجلي الشمس" (٣).

وروي عنه عليه السّلام أنّه قال: "إذا رأيتم من هذه الأفزاع شيئاً فافزعوا إلى الله تعالى بالصلاة" (٤).

* * * *


(١) فسّره في درر الحكام ١/ ١٤٧، وفي البحر الرائق ٢/ ١٨١: بالخوف الغالب من العدو.
(٢) لأن ذلك كله من الآيات المخوفة، والله تعالى يخوف عباده ليتركوا المعاصي ويرجعوا إلى الطاعة.
يُنظر: المبسوط ٢/ ٧٥، بدائع الصنائع ١/ ٢٨٢، المحيط البرهاني ٢/ ١٣٧، البحر الرائق ٢/ ١٨١، حاشية ابن عابدين ٢/ ١٨٣.
(٣) أخرجه عن ابن مسعود ابنُ خزيمة في صحيحه، [كتاب الكسوف، باب الخطبة على المنبر والأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير مع الصلاة عند الكسوف إلى أن ينجلي]، (٢/ ٣٠٩:برقم ١٣٧٢)، ولفظه: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخطب الناس، فقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله، وكبروا، وسبحوا، وصلوا حتى ينجلي كسوف أيهما انكسف» قال: ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى ركعتين. صححه ابن خزيمة، وحسنه ابن حجر، وضعفه الألباني. يُنظر في الحكم على الحديث: الفتوحات الربانية لابن علان ٤/ ٢٥٩، التعليق على صحيح ابن خزيمة للألباني ٢/ ٣٠٩.
والحديث في الصحيحين عن عائشة، وأبي بكرة، والمغيرة بن شعبة، وابن عباس، وأبي مسعود الأنصاري، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
(٤) قال الزيلعي: "غريب بهذا اللفظ"، وقال ابن حجر: "لم أجده بهذا اللفظ". يُنظر في الحكم على الحديث: نصب الراية ٢/ ٢٣٤، الدراية ١/ ٢٢٥.

<<  <   >  >>