للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسؤال في القبر حقٌّ، ثبت ذلك بالمشاهير من الأحاديث، سواءٌ فيه الأطفال، وغيرهم (١).

وسؤال القبر لا يختصّ بهذه الأمة، بل لهذه الامة، وكان لسائر الأمم الماضية، وهذا قول علمائنا المتقدمين (٢). (ظ) (٣)

* * * *


(١) أما غير الأطفال فلأدلة كثيرة، منها: ما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر]، (٢/ ٩٥:برقم ١٣٦١) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه مر بقبرين يعذبان، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها بنصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ فقال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا».
وأما الأطفال فلما روى البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الجنائز، باب السقط يغسل ويكفن ويصلى عليه إن استهل أو عرفت له حياة]، (٧/ ٣٠١:برقم ٦٨٧٥) عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه صلى على المنفوس، ثم قال: "اللهم أعذه من عذاب القبر". صحّحه الخطيب البغدادي، وقال العيني: " إسناده صحيح على شرط الشيخين". يُنظر في الحكم على الحديث: تاريخ بغداد ١١/ ٣٧٤، نخب الأفكار ٧/ ٤٢٩.

قال العيني في نخب الأفكار ٧/ ٤٣١: " قوله: "اللهم أعذه من عذاب القبر" يدل على أن عذاب القبر حق ردًّا على من أنكره من المعتزلة، وأنه يعمّ الصغير والكبير".
(٢) لما روى البخاري في صحيحه، [كتاب الجنائز، باب التعوذ من عذاب القبر]، (٢/ ٩٩:برقم ١٣٧٥) عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب رضي الله عنهم، قال: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا فقال: «يهود تعذب في قبورها».
يُنظر: شرح مشكل الآثار ١٣/ ٢٠١، عمدة القاري ٨/ ٢٠٦، شرح مسند أبي حنيفة لملا علي القاري ص ٣٦٦، حاشية ابن عابدين ٢/ ١٩١.
(٣) الفتاوى الظهيرية (٥٥/أ).

<<  <   >  >>