للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما شرطنا الطهارة؛ لأنّ الجنب إذا استشهد غسّل (١)، وكذا الحائض، والنّفساء إذا استشهدت (٢).

وقولنا: "قتل ظلماً"؛ لأنّه إذا قتل بحقٍ، نحو رجمٍ، أو قصاصٍ، فإنّه يُغسّل، ويصلّى عليه (٣).

وكذا إذا قُتل بشيءٍ لا يوصف بالظّلم، كما إذا افترسه السّبُع، أو سقط عليه البناء، أو سقط من شاهق الجبل، أو غرق في الماء، فإنّه يغسل، ولا يجزئ ذلك عن الغسل (٤).

وكلُّ من قُتل بالسّعي في أرضٍ الفساد كأهلِ البغي، وقطّاعِ الطرق، والمكابرين (٥)، والخَنّاق الذي خنق غير مرّة، فإنّه لا يُغسّل، ولا يُصلّى عليه (٦).


(١) لما روى البيهقي في السنن الكبرى، [كتاب الجنائز، باب الجنب يستشهد في المعركة]، (٤/ ٢٢:برقم ٦٨١٤) عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، في قصة أحد، وقتل شداد بن الأسود الذي كان يقال له ابن شعوب، حنظلة بن أبي عامر، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن صاحبكم تغسله الملائكة فاسألوا صاحبته ". فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهائعة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لذلك غسلته الملائكة". صححه ابن حبّان، والنووي، والألباني. يُنظر في الحكم على الحديث: صحيح ابن حبان ١٥/ ٤٩٥، خلاصة الأحكام ٢/ ٩٤٨، إرواء الغليل.
ويُنظر في فقه المسألة: الأصل ١/ ٣٤٦، المبسوط ٢/ ٥٧، تحفة الفقهاء ١/ ٢٦٠، بدائع الصنائع ١/ ٣٢٢، الاختيار ١/ ٩٧.
(٢) لأن الشهادة عرفت مانعة ثبوت النجاسة، لا مطهرة عن نجاسة.
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٣٢٢، المحيط البرهاني ٢/ ١٦٣، الاختيار ١/ ٩٧، العناية ٢/ ١٤٦، درر الحكام ١/ ١٦٨.
(٣) لأن الشهيد باذل نفسه لابتغاء مرضات الله تعالى، وهذا لا يوجد في المقتول بحق، فإنه باذل نفسه لإيفاء حق مستحق عليه.
يُنظر: المبسوط ٢/ ٥٢، بدائع الصنائع ١/ ٣٢٠، المحيط البرهاني ٢/ ١٦٦، الجوهرة النيرة ١/ ١١١، البناية ٣/ ٢٦٣.
(٤) لأن الأصل في هذا الباب شهداء أُحد، وهم قتلوا ظلماً، فلا يلحق بهم غيرهم إلا إذا كان في معناهم.
يُنظر: المحيط البرهاني ٢/ ١٦٤، الجوهرة النيرة ١/ ١١٢، البناية ٣/ ٢٦٤، فتح القدير ٢/ ١٤٣، البحر الرائق ٢/ ١١١.
(٥) المكابر: المتغلب، والمراد به هنا من يقف في محل من المصر يتعرض لمعصوم، كما في حاشية ابن عابدين ٢/ ٢١١.
(٦) إهانة لهم بسبب إفسادهم، وهذا مقيّدٌ في البغاة وقطاع الطرق بأن يكون قتلهم حال المحاربة، أما بعد ثبوت الأمان فلا، ومقيد في الخناق بتكرر ذلك منه؛ لأنه لو حصل منه مرة واحدة فهو كالقتل بالمثقل، وقد نصّ المؤلف هنا على أن البغاة ومن ذكر معهم هنا لا يُغسلون ولا يُصلى عليهم ..
يُنظر: بدائع الصنائع ١/ ٣٠٤، تبيين الحقائق ١/ ٢٥٠، البناية ٣/ ٢٨٠، البحر الرائق ٢/ ٢١٥، درر الحكام ١/ ١٦٢.

<<  <   >  >>