للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحل النّوع الثاني: الأصناف الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} الآية (١) (٢).

فسهم الله تعالى وسهم رسوله عليه السّلام واحدٌ، وسهم الرسول سقط بموته (٣).

وسهم ذوي القربى ساقط، وهم قرابة رسول الله عليه السلام (٤).

فتصرف اليوم إلى ثلاثة أصناف: اليتامى، والمساكين، وابن السبيل (٥).

ومحل النوع الثالث وهو الخراج والجزية وغيرهما: يُصرف إلى عمارة الرّباط، والقناطر، والجسور، وسد الثغور، وكري الأنهار العظام، كجيحون، والفرات، والدجلة، وإلى أرزاق القضاة، والولاة، والمحتسبة، والمفتين، والمعلمين، وأرزاق المقاتلة، ويصرف إلى رصد الطريق في دار الإسلام عن اللصوص وقطاع الطريق، وحاصله أنّ هذا النوع من الثالث يصرف إلى عمارة الدين وصلاح دار الإسلام والمسلمين (٦).

والنوع الرابع: يُصرف إلى نفقة المرضى في أدويتهم وعلاجهم وهم فقراء، وإلى أكفان الموتى الذين لا مال لهم، وإلى نفقة اللقيط، وعَقْل جنايته، وإلى نفقة من هو عاجز عن الكسب وليس من يقوم على نفقته (٧).


(١) سورة المائدة، من الآية ٤٣.
(٢) يُنظر: الأصل ٢/ ١٤١، شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٤/ ٢١٨، بدائع الصنائع ٧/ ١٢٤، الجوهرة النيرة ٢/ ٢٦٨.
(٣) لأنه عليه الصلاة والسلام كان يستحقه برسالته ولا رسول بعده.
يُنظر: المبسوط ١٠/ ٩، الهداية ٢/ ٣٩١، العناية ٥/ ٥٠٧، البحر الرائق ٥/ ٩٥، حاشية ابن عابدين ٤/ ١٥٠.
(٤) لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصرفه إليهم مجازاة على النصرة التي كانت منهم، ولم يبق ذلك المعنى بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
يُنظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٤/ ٢٢٠، المبسوط ١٠/ ٩، بدائع الصنائع ٧/ ١٢٥، الاختيار ٤/ ١٣١.
(٥) يُنظر: الأصل ٢/ ١٤١، شرح مختصر الطحاوي للجصاص ٤/ ٢١٨، بدائع الصنائع ٧/ ١٢٤، البحر الرائق ٥/ ٩٨.
(٦) يُنظر: الصفحة رقم ٩١١ من هذا البحث.
(٧) يُنظر: الأصل ٤/ ٤٠٦، المبسوط ٣/ ١٨، منحة السلوك ص ٣٥٥، البحر الرائق ٥/ ١٢٨، مجمع الأنهر ١/ ٦٧٩.

<<  <   >  >>