للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومملوك وَخَمْسُونَ ثوبا من السَّاعَة فجيء بِهَذَا كُله فَأَخَذته وانصرفت فَقَالَ النَّاس يَا أَبَا العيناء مَا هَذَا قلت مَال الله على يَد عبد الله لله الْحَمد ولأمير الْمُؤمنِينَ الشُّكْر مَا دَامَت السَّمَاء وَمَا حملت مثقلة إِلَى السَّمَاء وَعَن ابْن أبي دؤاد قَالَ أرسل المعتصم إِلَى مَمْلُوك لَهُ تركي مقدم العساكر كَانَ يتَعَلَّق على الْآدَاب فَطلب مِنْهُ كلب صيد فَوجه بِهِ إِلَيْهِ ثمَّ رده المعتصم بعد رُجُوعه من الصَّيْد وَهُوَ يعرج فَكتب أشناس إِلَى المعتصم بقوله

(الْكَلْب أخذت جيد ... مكسور رجل جبت)

(رد جيد كَمَا كنت كلب أخذت ... )

فَكتب إِلَيْهِ المعتصم من جنس شعر

(الْكَلْب كَانَ يعرج يَوْم الَّذِي بعثت ... لَو كَانَ جا مجبر)

(جبر رجل كلب أَنْت ... )

فَللَّه مَا أحلم المعتصم وألطف طبعه قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ كَانَ المعتصم من أهيب الْخُلَفَاء وأعظمهم لَوْلَا مَا شان سؤدده بامتحان الْعلمَاء بِخلق الْقُرْآن فنسأل الله السَّلامَة وَهُوَ أول من أَدخل الأتراك الدِّيوَان وَقَالَ عَليّ بن المنجم استتمت عدَّة غلْمَان المعتصم الأتراك بضعَة عشر ألفَاً وعلق لَهُ خَمْسُونَ ألف مخلاة وَذَلِكَ لِلْعَدو بالنواحي وَكَانَ يتشبه بملوك الْأَعَاجِم سمتا ومشية هجاه دعبل الخزعي بقوله // (من الطَّوِيل) //

(مُلُوكُ بَنِي العَبَّاسِ فِي الكُتْبِ سبْعَةٌ ... وَلَمْ تَأْتِنَا فِي ثامِنٍ لهُمُ الكُتْبُ)

(كَذَلِكَ أَهْلُ الكَهْفَ فِي الكهفِ سَبْعَةٌ ... غَدَاةَ ثَوَوْا فِيهِ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُ)

(وَإِنّي لَأُعْلِي كَلْبَهُمْ عَنْكَ رَغْبَةً ... لِأَنَّكَ ذُو ذَنْبٍ وَلَيْسَ لَهُ ذَنْبُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>