حسن وجملة مليحة مفت مناظر محدث مفسر واعظ أديب حاسب شاعر، وكان مع هذه الفضائل حسن السيرة جميل الأمر مليح الأخلاق مأمون الصحبة نظيف الظاهر والباطن لطيف العشرة، أقام ببغداد مدة يسمع الحديث ويحصل الأصول والنسخ شراء ونسخا، وحدث ببغداد ووعظ فأحسن، وكان فصيحا مجيدا، ومجلس وعظه كثير النكت والفوائد، وقدم علينا مرو في محرم سنة أربعين وخمسمائة لتجديد العهد وخرجنا صحبة واحدة إلى هراة، ورأيت منه في حفظ دقائق الصحبة وحسن المعاشرة ورعاية الجوانب وقلة المخالفة ما تحيرت منه، وحدث بهراة واملى سنة مجالس، وكان على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم ومقتبسا من كل احد، ومتثبتا لكل ما سمعه من الطرق بخطه، كتبت عنه الكثير وكتب عنى الكثير، سألته عن مولده فقال: في ذى الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ببلخ.
بلغنا أن ابن شجاع البسطامي توفى ببلخ في شهر ربيع الآخر من سنة اثنين وسبعين وخمسمائة.
١٢٥٨ - عمر بن عبد الله بن الخضر بن مسافر بن رسلان بن معمر، أبو الخطاب العليمي، ويعرف بابن حوائج كاش (١):
من أهل دمشق، كان أحد التجار، سافر ما بين الشام وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراقين وخراسان وما وراء النهر وخوارزم، وكان يطلب الحديث ويسمع من المشايخ في كل بلد يدخله، ويكتب الأجزاء بخطه حتى حصل من ذلك شيئا كثيرا، سمع بدمشق الفقيه أبا القاسم نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي وأبا القاسم نصر الله بن أحمد بن مقاتل السوسي وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن النجار وأبا القاسم الحسين بن الحسن بن البن الأسدى وأبا أحمد عبد السلام بن الحسن بن على ابن زرعة الصوري وأبا العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي وأبا محمد عبد الرحمن بن على بن إبراهيم الداراني وجماعة غيرهم، وبمصر الشريف أبا الفتوح ناصر ابن الحسن بن إسماعيل الحسيني وأبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، وبالإسكندرية أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي، وبحلب أبا الحسن على بن عبد الله بن أبى جرادة العقيلي، وبالموصل أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهني وأبا القاسم عبد الرحمن وأبا الفضل عبد الله ابني أحمد بن محمد بن الطوسي، وبزنجان أبا