أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب أبو الحسن شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم، واسع الرواية، صاحب أصول حسنة مليحة، سمع الحديث بنفسه وأكثر منه، ونقل بخطه وجمع، وكان له خط مليح واسع، مقروء على طريقة كتاب العراق، وأكثر سماعاته بقراءة ابن الخاضبة، قرأت عليه الكثير وكتبت عنه، سألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال: توفي أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام يوم الثلاثاء سادس رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه ابنه في جامع القصر يوم الأربعاء ودفن بمقابر الشهداء، وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
[١٠٠٩ - علي بن هبة الله بن العلاء بن منصور بن الوليد، أبو الحسن بن أبي المعالي المخزومي، المعروف بابن الزاهد]
كان يلقب بالقوام، وكان من الأعيان، ثم تولى النظر بالمناثر (١) مدة، ثم جعل مشرفا على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة، تولى الوكالة للأمير أبي نصر محمد بن الإمام الناصر لدين الله مدة ثم عزل، سمع الحديث في صباه من أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن السجزي، وحدث باليسير، رأيته كثيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا، وكان شيخا مهيبا مليح الهيئة جميلا.
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي: أنه أخرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فحبس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين، قلت: ولعله قارب السبعين من عمره- والله أعلم.