للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أشهد فيه الشهود، وهي الدار التي بها والدتي، فطرت بجناح السرور، فمن أعجب العجب أننا فارقناه أول الليل وباكرناه فكيف تهيأ ذلك في هذه المدة اليسيرة، وكان هذا منه في حقي وأنا صبي لم أتعرف إلى الناس ولا اتصلت بخدمة الملوك.

قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: سمعت أن باغي المغنية جلست بين اثنين ببعضهما عفيف ثم قالت لي: يا سيدي أي شيء تحب أن أغني لك؟ فقال: غني:

أيا جبلي نعمان بالله خليا … نسيم الصبا يخلص إليّ نسيمها

قال ابن الهمذاني: وفي النصف من ذي القعدة سنة أربع وثمانين وأربعمائة توفي أبو الفضائل عفيف القائمي ودفن بالرصافة في الترب، وكان يرجع إلى فتوة ومروة ومعروف ظاهر وذكاء، وكان ملولا حتى قال ابن البياضي فيه:

فإن تك مثل ما زعموا ملولا … لمن يهوى سريع الانتقال

صبرت على ملالك لي بزعم … وقلت عسى يمل من الملال (١)

[٤٩٧ - عفيف بن المبارك بن الحسين بن محمود الخياط، أبو محمد الوراق]

من أهل الأزج، وهو صهر الشيخ عبد القادر الجيلي وخال أولاده، وكان شيخا صالحا يورق للناس بالأجرة، وكان خطه حسنا، سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين وأبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد البناء وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبي نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي (٢) وغيرهم.

حدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، فأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

أخبرنا أبو الحسن بن القطيعي قال: أنبأنا عفيف بن المبارك بقراءتي عليه وأنبأنا إسماعيل بن علي القطان بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء قراءة عليه، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان،


(١) في (ج): «التلال».
(٢) في الأصل: «اليورنارتى».

<<  <  ج: ص:  >  >>