من أهل الحربية، كان شيخا صالحا، حافظا لكتاب الله تعالى، متدينا، حسن الطريقة، مليح الشيبة، على وجهه وضأ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير. وكتب بخطه، وصحب الصالحين، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن علي الحربي وجماعة سواهم، كتبت عنه، وكان صدوقا.
أخبرنا عبد الملك بن مظفر بن غالب قال: أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا مؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ﷺ: «لأن يأخذ أحدكم حبله- أو قال:
أحبله- فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه» (١).
سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة؛ وتوفي يوم الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.
[٦٤ - عبد الملك بن منصور، أبو الفتح الجيلي المعروف بشيذلة والقاضي عزيزي]
قدم بغداد حاجّا مرات، وروى بها شيئا عنه ولده.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الأنصاري قال:
أنشدني القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قال: أنشدني والدي ببغداد يوم خروجه إلى الحجة الثانية قال: أنشدني جدي أبو حاتم محمد بن علي الشامي يوم ودعته لخروجي إلى طلب العلم:
مددت إلى التوديع كفا ضعيفة … وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي
فلا كان هذا العهد آخر عهدنا … ولا كان ذا التوديع آخر زادي