إن أرم شامخا من العز أدركه … بذرع رحب وباع طويل
وإذا نابني من الأمر مكروه … تلقيته بصير جميل
ما ذممت المقام في بلد يوما … فعاتبته بغير الرحيل
قرأت في كتاب لأبى على البصير في أحمد بن أبى دؤاد:
يا أحمد بن أبى دؤاد دعوة … يقوى بها المتهضم المستضعف
كم من يدلك قد نسيت مكانها … وعوارف لك عند من لا يعرف
نفسي فداؤك للزمان وريبه … وصروف دهر لم تزل بك تصرف
أنبأنا أبو الفرج الحراني عن يحيى بن عثمان الحنبلي أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزباني حدثني على بن هارون أخبرنى أبى وعمى أبو أحمد يحيى بن على: أن أبا على البصير تغير عقله قبل موته بمديدة يسيرة من سوداء عرضت له، ولم تزل به إلى أن مات، وكان ربما ثاب إليه عقله في بعض الأوقات، وفي ذلك يقول أحمد بن أبى طاهر:
خبا مصباح عقل أبى على … وكانت تستضيئ به العقول
إذا الإنسان مات الفهم منه … فان الموت بالباقي كفيل
وبه أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال وجدت بخط ابن أبى طاهر: أن أبا على توفى بسر من رأى في سنة الفتنة. قال أحمد بن يحيى: وهذا عندي غلط، وقد زعم جماعة: أنه توفى بعد الصلح، وله مدح في المعتز يدل على ذلك وهو قوله:
آب أمر الإسلام خير مآبه … وغدا الملك ثابتا في نصابه
وقد تقدم له خبر مع عبيد الله بن يحيى في أيام تقلده وزارة المعتمد على بقائه إلى أول أيامه.
١٣٣٢ - الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الفتح الكاتب، المعروف بابن خنزابه (١):
وهي أمه وكانت جارية رومية، كان كاتبا مجودا، ودينا متألها، مؤثرا للخير، محبا لأهله، قلده الإمام المقتدر بالله الوزارة في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الآخر من سنة عشرين وثلاثمائة إلى أن قتل المقتدر، وولى القاهر بالله الخلافة فولاه
(١) انظر ترجمته في: الأعلام ٥/ ٣٥١. وسير النبلاء ١٤/ ٤٧٩. ١٢٥ والكامل ٨/. والعبر ٢/ ٢٠٨.