للتدريس بالمدرسة النظامية، وكان مدرسها يومئذ الحسين بن محمد الطبري، فبقي كل واحد منهما يدرس يوما مناوبة، فلم يزالا على ذلك إلى أن عزلا في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين، أملى الحديث بجامع القصر.
وحدث عن أبوي بكر (١) أحمد بن الحسن بن الليث الحافظ ومحمد بن أحمد بن عبدان بن عبدك الحبال وأبي الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز وأبي القاسم علي ابن بندار بن إبراهيم الحنفي وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب وأبي طاهر عبد الواحد ابن أحمد الفرضي وأبي محمد الحسن بن محمد بن عثمان بن كرابه وأبي الحسن محمد ابن يحيى المحتسب الشيرازيين، روى عنه من البغداديين عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو الفضل بن ناصر.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضرير النحوي بقراءتي عليه قال:
حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إملاء قال: حدثني القاضي الإمام جمال الإسلام أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الشافعي ويعرف بالفامي- قدم علينا مدينة السلام- إملاء في جامع دار الخليفة وكان أنفذ به نظام الملك مدرسا بالمدرسة النظامية قال:
أنبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن بيان الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الرقي بالكوفة، حدثنا محمد بن الجنيد، حدثنا الوليد بن القاسم الهمداني، حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نزل بنبي الله ﷺ ضيف فأرسل إلى نسائه: «هل عند كن من شيء فقد نزل بي ضيف؟» فأرسلن: لا والذي بعثك بالحق إلا الماء! إذ دخل رجل من الأنصار فقال: «يا فلان! هل عندك الليلة من شيء فقد نزل بي ضيف، تذهب بضيفي هذه الليلة؟» قال: نعم يا رسول الله! فذهب به إلى أهله، قال:
لامرأته: هل من شيء؟ قالت: نعم خبزة لنا، قال: قربيها وكأنك تصلحين المصباح فأطفئيه؛ ففعلت فجعل يقرب يده كأنه يأكل مع ضيفه فخلى بينه وبين الخبزة حتى أكلها وبات عنده، فلما أصبح غدا ضيفه لحاجته وغدا الأنصاري إلى النبي ﷺ، فقال له النبي ﷺ:«ما صنعت الليلة بضيفك؟» وظن أنه شكاه وحدثه بالذي صنع، فقال