للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أريد حباءه ويريد قتلي … عذيرك (١) من خليلك من مراد

أما والله لكأني أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وعارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أورى نارا تسطع، فأقلع عن براجم (٢) بلا معاصم، ورءوس بن غلاصم، فمهلا مهلا، فبي (٣) والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء (٤) أزمتها، فنذار لكم نذار (٥) قبل حلول داهية، خبوط (٦) باليد لبوط بالرجل؛ فقال عبد الملك: قد أجملت يا أمير المؤمنين [أردت فذا] (٧) أم قوما؟ قال: بل فذا، قال:

اتق الله يا أمير المؤمنين! فيما ولاك، وفي رعيته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر مكان (٨) الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد والله نخلت لك النصيحة ومحضت (٩) لك الطاعة، وشددت أواخي ملكك بأثقل (١٠) من ركني يلملم، وتركت عدوك سبيلا تتعاوره الأقدام (١١) فالله الله! في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظن، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ أو بغي باغ ينهش اللحم ويالغ الدم، فقد -والله- سهلت لك الوعور، وذللت لك الأمور، وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم ليل تمام (١٢) فيك كابدته، ومقام لك ضيق [قمته] (١٣) كنت فيه كما قال أخو بني جعفر بن كلاب [يعني لبيدا] (١٤):


(١) في كل النسخ: «عذيري» والتصحيح من الكامل للمبرد.
(٢) في الأصل: «فمن تزاحم» وفي (ب)، (ج): «فمن يزاحم»
(٣) في كل النسخ: «في»
(٤) في كل النسخ: «أبناء»
(٥) في كل النسخ: «وتدار لكم تدار».
(٦) في كل النسخ: «خيوط».
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
(٨) في الأصل: «بمكان الشكر»
(٩) في كل النسخ: «مخضت»
(١٠) في الأصل، (ب): «ما نقل». وفي (ج): «ما يقل».
(١١) في كل النسخ: «بتعاور الأقدام» والتصحيح من العقد الفريد ٢/ ٢٣.
(١٢) في كل النسخ: «ليل نام».
(١٣) ما بين المعقوفتين زيادة من المراجع.
(١٤) ما بين المعقوفتين زيادة من الكامل لابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>