الخرزي صاحب المخزن:
أوجهك أم شمس النهار أم البدر … وثغرك أم در وريقك أم خمر
وقدك أم غصن ترنحه الصبا … وغنج أراه حشو جفنيك أم سحر
تبدي لنا والليل ملق جرانه … فعاد نهارا قبل أن يطلع الفجر
كفاك قطوف الدل سيف لحاظها … تريق دم العشاق ديدنها الهجر
أعاذلتي ما أقتل الحب للفتى … إذا كان من يهواه شيمته الغدر
ويا معشر العشاق ما أعجب الهوى … يرى مره عذبا وأعذبه مر
ولم أنس حالي يوم زمت ركابهم … أقام بجسمي الضر وارتحل الصبر
وسارت بهم كوم المطي فغادروا … مشوقا يداه من لقائهم صفر
فما للنوى لا ألف الله شملها … وما لغراب البين لا ضمه وكر
وليل كيوم الحشر معتكر الدجى … طويل المدى لا يستبين له فجر
ظللت به أذري الدموع مسهدا … تبرح بي وجد وبين الحشا جمر
أراعي نجوما ليس يلفي زوالها … ولا مؤنس إلا التسهد والفكر
أرى أسهم الأيام تقصد مقتلي … كأن صروف الدهر عندي لها وتر
ألا أيها الدهر المكدر عيشي … رويدك مثلي لا يروعه ذعر
أتحسب أن ألقي لغدرك ضارعا … فأني وفخر الدين لي في الورى ذخر
أعز الورى جارا وأبذلهم قرى … وأسفرهم وجها إذا قصد البر
إليك جمال الملك زمت أيانقي … يراها السري والبيد والمهمه القفر
قرأت في كتاب شيخنا أبي الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب لعلوان بن علي الضرير في غلام أسود:
سواد عيني فدى أسود … في داخل القلب له نقطه
البدر ما استكمل في حسنه … حتى اكتسى من لونه خطه
مخطط بالحسن لكنما … قلبي من الخطة في خطه
سمع سلمان الشحام من علوان في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.