ورد عليه علي بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه الوزير قال له: أنت صاحب «أقبل»؟ فقال له: نعم، فقال الوزير: مرحبا وأهلا، قال:
قد تفاءلت بقولك «أقبل» ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له: عد غدا وانشد! فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة:
أقوت معاهدهم بشط الوادي … فبقيت مقتولا وشط الوادي
وسكرت من خمر الفراق ورقصت … عيني الدموع على غناء الحادي
في ليلة من هجره شتوية … ممدودة مخضوبة بمداد
عقمت بميلاد الصباح وإنها … في الامتداد كليلة الميلاد
منها [أيضا]:
غر الأعادي منه رونق بشره … وأفادهم بردا على الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه … فالغيظ تحت تبسم الآساد
فالبهو منه بالبهاء موشح … والسرح منه مورق الأعواد
وإذا شياطين الضلال تمردوا … خلاهم قرناء في الأصفاد
فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربية.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بنالحسين بن فارس الذهلي أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طالب الباخرزي لنفسه بمدينة السلام:
القبر أحفى من سترة للبنات … ودفنها يروي من المكرمات
أما رأيت الله سبحانه قد … وضع النعش بجنب النبات
قرأت في كتاب أبي شجاع فارس بن الحسين الذهلي بخطه وأنبأنيه عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن أبي غالب عنه أنشدني الأستاذ الجليل أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي:
سلام على وكرى وإن طوى الحشا … على حسرات من فراخ بها رعب