للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانت لقلبي أهواء مفرقة … فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي

فصار يحسدني من كنت أحسده … فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي

تركت للناس دنياهم ودينهم … شغلا بحبك (١) يا ديني ودنياي

أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سمعت عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي أبا المعالي من أهل جيلان ببغداد يقول: سمعت إمام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال: كنت بمكة فرأيت شيخا من أهل العرب يطوف ويقول:

تمتع بالرقاد على شمال … فسوف يطول نومك باليمين

وتمنع من يحبك من تلاق … فأنت من الفراق على يقين

قال: وسمعت عبد الملك أيضا يقول: أملى عليّ بعض أهل الري بها وكتب لي بخطه:

يعد رفيع القوم من كان عاقلا … وإن لم يكن في قومه بحسيب

إذا حل (٢) أرضا عاش فيها بعقله … وما عاقل في بلدة بغريب

وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: عبد الملك بن أبي نصر الجيلي يعرف بشيخ المشايخ فقيه صالح، عامل (٣) بعلمه، كثير العبادة، ليس له مأوى يسكنه، يبيت أي موضع اتفق، تارك للتكلف، خشن العيش، حسن الطريقة، تفقه على أسعد الميهني، وسمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، علقت عنه مقطعات من الشعر، وكان يحفظ منها كثيرا، وكان يأوى المساجد في الخربات على شاطئ دجلة، توفي في أحد الربيعين أو الجماديين من سنة خمس وأربعين وخمسمائة بفيد.


(١) في (ب)، (ج): «شغلا لحبك»
(٢) في الأصل: «إذا دخل»
(٣) في (ج): «عالم بعلمه»

<<  <  ج: ص:  >  >>