ابن مسعود أقرب الصحابة اقتداءً برسول الله وأقربهم وسيلة إلى الله
وفي الحديث الذي رواه البخاري والترمذي من حديث عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله تعالى يقول: سألت حذيفة رضي الله عنه عن رجل قريب السمت والهدي والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه؟ فقال حذيفة رضي الله عنه: والله ما نعلم أحداً أقرب سمتاً وهدياً ودلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد -أي: من عبد الله بن مسعود - حتى يواريه جدار بيته -انظروا إلى الدقة في الشهادة! أي: حتى يواريه جدار بيته فعلمه عند الله جل وعلا-.
ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة.
يا لها من شهادة! وفي رواية الترمذي بسند حسن صحيح: ولقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد أقربهم إلى الله زلفى.
ابن مسعود أقربهم إلى الله وسيلة، وأقربهم إلى الله زلفى، بالله عليكم أي الكلمات نستطيع أن نعبر بها عن هذه الشهادة؟! ألا فلندعها هكذا حتى لا نضيع من جلالها شيئاً، ابن مسعود أقرب الناس إلى الله وسيلة، وأقرب الناس إلى الله زلفى يوم القيامة، بل ولقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال عليه الصلاة والسلام:(خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة) .
ولذا كان ابن مسعود يعلم هذه النعمة الكبيرة، وهذا الشرف العظيم، فيقول -كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم -: (والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه) .